د.ضحى السدخان .
. في عصرنا لايوجد شيء اسمه بعيدا عن السياسة ، كل القضايا هي قضايا سياسية … (جورج أورويل) ..
. بعد أن أسدل الستار على الانتخابات البرلمانية السابقة وافرغت أحمالها بالغث والسمين والصالح والطالح ، من المفترض أن نرى على الأرض برامج من ملأوا الدنيا ضجيجا وشعارات وصورا ووعودا بإنعاش مدنهم وبني جلدتهم ، ولم يحصل الأمر !!
والآن نتحسس حراكا مبكرا وتثقيفا مبطنا وربما ستعود حليمة وسيتكرر المشهد وهذا جل مانخشاه وستأتي ذات الوجوه وبصور ودعايات اكبر ستعلق على انقاض دعاياتهم التي حققوا بها غرضهم في الفوز على حساب البسطاء بعد استمالتهم واستغفالهم بل استغلالهم أبشع استغلال براتب رعاية لم يتحقق أو عقد تعيين وهمي أو تحويل قرية منكوبة إلى عصرية بعصا سحرية .
الأمثلة كثيرة وهم منتشرون وسيتكررون وربما بوجوه جديدة لكن بذات النسخة القديمة .
الانتخابات تجربة أخلاقية ديمقراطية نابعة من الوعي الشعبي وطالما أنها على الابواب ولم يتبق على اجرائها سوى بضعة أشهر أصبح لزاما علينا نحن النخب الواعية ان نمارس دورنا في التثقيف والتوعية والتحذير من أولئك الذين يستعطفون الناخب بحجة قرابة أو صداقة بل يصل بهم الحال إلى التمثيل من أجل كسب الصوت ، وعلى المواطن ان لاتنطلي عليه تلك الألاعيب .
الانتخابات معركة وذكاء وإعلام وكارزما وأنصار حقيقيين .
لاندع الطارىء يتسلق على اكتافنا ويسرح ويمرح بسيارات فارهة وبيوت عالية وجولات حول العالم لم تكن حتى من ضمن أحلامه .
السياسي الحقيقي الذي ينوي التصدي للمسؤولية يجب أن يؤمن أن السياسة عمل مستقيم يكرس فيه جل وقته لخدمة أهله وناخبيه الذين وضعوا ثقتهم فيه ، يعمل بنكران ذات دون مقابل إلا من الثناء والتقدير وإن علا فإنه يتقاضى راتبا عن تقديم تلك الخدمة .
هذا هو السياسي الحقيقي أما من نعني فسيشوهون تلك الصورة الجميلة وسيحولون الجمال إلى قبح فحذاري منهم .. ستأتي الأيام سراعا ونرى كيف يؤدون دور الرحمة بإتقان من أجل بلوغ هدفهم ..
على الجميع ان يوصد الابواب بوجه هؤلاء ويقطع عليهم الطريق حتى لايخدع الناس مرة أخرى .
اترك تعليقاً