الجولاني: من قاتل في العراق إلى رئيس حكومة في سوريا – تاريخ ملطخ بالدماء

ضياء ابو معارج الدراجي
يعد أحمد حسين الشرع، المعروف باسم “أبو محمد الجولاني”، أحد أكثر الشخصيات الإرهابية إثارة للجدل في الشرق الأوسط. بعد سنوات من القتل والدمار في العراق وسوريا ضمن تنظيمات متطرفة، يتقلد اليوم منصب رئيس “الحكومة المؤقتة” في سوريا، في خطوة تعكس مدى الانحراف السياسي لبعض الأطراف المتحكمة في المشهد السوري.
من العراق إلى سوريا: سجل أسود في الإرهاب
بدأ الجولاني مسيرته الدموية في العراق، حيث كان أحد عناصر تنظيم القاعدة الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، خصوصًا من شيعة العراق، الذين عانوا من مجازر وحشية على يد الجماعات التكفيرية التي كان أحد قادتها. لم يكن مجرد مقاتل عادي، بل كان مسؤولًا عن عمليات خطف وذبح وتفجيرات استهدفت المساجد والأسواق والمناطق السكنية، في محاولات لإشعال الفتنة الطائفية وإعادة العراق إلى عصر الفوضى والدمار.
الانشقاق عن القاعدة: خدعة أم تحول حقيقي؟
بعد انتقاله إلى سوريا مع بدء الأزمة هناك، أسس “جبهة النصرة”، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، والتي لم تكن أقل إجرامًا من سلفها في العراق. لاحقًا، أعلن فك ارتباطه بالتنظيم الأم، في محاولة مكشوفة لإعادة تقديم نفسه كـ”قائد معتدل”، لكنه لم يتخلَّ عن نهجه المتطرف. استمر في تنفيذ عمليات التصفية والإعدامات بحق المدنيين والمعارضين، بل استخدم أساليب مشابهة لداعش في فرض سلطته.
حكومة يقودها سفاح!
تعيين الجولاني رئيسًا للحكومة المؤقتة في سوريا لا يعكس سوى إفلاس القوى التي تسيطر على المعارضة المسلحة. كيف يمكن لرجل تلطخت يديه بدماء العراقيين والسوريين أن يتحول فجأة إلى زعيم سياسي؟! كيف يمكن الوثوق بشخص بنى سمعته على الذبح والسبي والقتل؟!
إن تعيين الجولاني في هذا المنصب لا يعدو كونه مسرحية هزلية، حيث يتم تجميل صورة قاتل محترف ليصبح فجأة رجل دولة. لكن ذاكرة الشعوب لا تمحى بسهولة، وجرائم هذا الإرهابي لن تُغفر، سواء في العراق أو في سوريا. فالتاريخ يسجل، والعدالة مهما تأخرت، لا بد أن تأخذ مجراها يومًا ما.
ضياء ابو معارج الدراجي
اترك تعليقاً