حشد الناس ” الحشد الشعبي هو حشد الناس ” – الشهيد القائد ابو مهدي المهندس

*بغـــ2025/6/9ــداد
*عبــــاس العـِـــرداوي
مع قرب الذكرى السنوية لتأسيس الحشد الشعبي في 13/ حزيران/ 2014 على أثرٍ فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها الامام السيستاني المرجع الديني الشيعي الأعلى في النجف الأشرف والتي جاءت على إثر انهيار القوات الأمنية قبال عصابات داعش الارهابية التي سيطرت على محافظة الموصل وتقدمت باتجاه تكريت والمحافظات الغربية معلنة عن تشكيل دولتها الاسلامية ( الدولة الاسلامية في العراق والشام )
وقد لاقت الفتوى المباركة ترحيباً واسعا واستجابة كبيرة حيث ملئت المتطوعين من كل الاعمار مراكز الاستقبال والوحدات العسكرية والمقرات الامنية مما ساهم بشكل كبير في رفع مستوى الاستعدادات الأمنية واعادة هيكلة الجيش والشرطة ولاسيما التي انهارت قطعاتها وفرت منتسبيها وتم الاعتماد على التمويل الذاتي والدعم الشعبي فشكلت المواكب الحسينية جوهر الدعم والتموين والمساندة والتشجيع لرفد القطاعات الامنية بما يحقق النصر
وكسبت هذه الجموع التأييد القانوني حين تم التصويت على قانون 40 في 2016
الاطار القانوني الذي رسم هيكلة الأولي
و الحقه بالمؤسسات الامنية للدولة العراقية
ولم يدخر ابناء العراق جهداً ولم يبخلوا بالدماء الزكية لتحرير العراق حتى تكلل النصر المؤزر بما يقرب من 3 سنين حين كانت الماكنة الاعلامية لقوى الشر تتحدث عن توقعات حدها الادنى 15 عاماً وسقفها 30 عاماً لدحر هذه العصابات التي تسرب ان هنالك امل لدى دول الخليج في سيطرتها على المنطقة وتكوين دولة هجينة تزرعها المخابرات الدولية في خطة كان يُطلق عليها ( عش الدبابير) التي جمعت فيها عناصر الارهاب من كل العالم لتنفذ مخططها الذي اصطدمت بحنكة المرجعية وتلاحم الشيعة واستجابة اخرين شعروا بحجم المصيبة
فضلاً عن الدعم المباشر واللامحدود من الجمهورية الإسلامية ومن الامام الخامنئي بشكل مباشر وعلى يد جنرال الاسلام العزير
الشهيد قاسم سليماني وهنا بدأ التاريخ يكتب مجداً اخر لدماء رخصت تلبية لنداء العراق
وبعدها شاهدنا فصول مهمة لهذا الوليد النادر الذي اصبح ينافس كبار القوم بقدرته على التكييف مع الظروف الصعبة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا
الحشد … لم يختصر حظوره على سوح الحرب والقتال
بل كما وصفه القائد العظيم ومهندسه القدير ابا مهدي جمال الابراهيمي المعروف ( ابو مهدي المهندس) قُدست روحه الزكيّة
بانه ( حشد الناس)
فمن فزعه إنقاذ القرى من فيضانات الأمطار في ديالى وميسان وواسط
إلى الاستجابة في حل مشكلة الخدمات في منطقة المعامل والحسينية في بغداد
وكانت هذه المرة الاولى التي نرى الجهد الهندسي يعمل في تعبيد الطرق بدل حفر الخنادق ورفع المتفجرات وتهيئة طرق المعركة ليكون ذراعاً خدمياً
ساهم لاحقا في اغاثة الملهوف في مواطن عدة من حماية المحاصيل الزراعية من الحرق والتلف إلى الحشد الطبي في مواجهة وباء كورونا وتشكيل فرق طبية ومستشفيات ميدانية ومعامل اوكسجين ثم انتقل خارج البلاد ومنها معالجة آثار الزلازل في سوريا وتشكيل حشد الإغاثة الإنسانية
ولم يغفل الحشد عن العمل والتخطيط الاستراتيجي في موارد اخرى تهدد الامن القومي ومنها الامن الغذائي
فكان مشروع السماوة واستثمار مئات الالاف من الدوانم وحفر الالاف من الآبار وتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق التنمية الزراعية والتي حققت نجاحاً كبيراً في تأمين محصول القمح الذي وصل إنتاجه الى الخمسة ملايين وأكثر مما حقق خزيناً استراتيجياً كبيراً للعراق فضلاً عن زراعة الالاف من أشجار النخيل والمحاصيل ذات الاستخدام الطبي والصناعي
فضلا عن معامل صناعية بقطاعات مختلفة
تؤمن الكثير من الفرص للشباب والكوادر العلمية قد لا يحسن الحديث عنها حالياً
كل هذه وعشرات المشاريع والإسهامات لمؤسسات ومديريات وقطاعات الحشد المختلفة الثقافية والاجتماعية والإعلامية
كلها جعلت من الحشد مصداقا ليبقى ( حشد الناس )
رغم هذا لم يسلم هذا التشكيل الذي اتسم بالبعد العقائدي من الاستغلال السياسي
بل حاولت أقطاب سياسية لجعله مزرعة اصوات انتخابية وتكرست هذه الرغبة لتصبح واقعا مؤلماً بتقادم الزمن
وانخفض مستوى الاهتمام بهذا التشكيل على مستويات مختلفة قطاع الجرحى والمضحين ؛ عوائل الشهداء الكوادر العلمية التأثير الإعلامي والتعبئة الجماهيرية
وانخرط الجميع ( قد استثني اليسير اليسير ) في عداد الانتخابات واصبحت هذه الكتلة الجهادية تمثل شرائح سياسية تتنافس فيما بينها لتحصد الأصوات فبات هنالك ( حشد الانتخابات) او قل ( حشد الاصوات الانتخابية) للأسف هذا لم يكن مما تنبأ به مؤسس الحشد وبانيه شهيدنا المهندس
بل كان يامل ان يبقى ( حشد الناس ) هو المأوى للمستضعفين في البلاد وان ينموا عديده ليصبح بالملايين ليقدم خدماته الاجتماعية والانسانية فيكون كل عراقي هو حشدي من احد أوجهه الخدمة الوطنية في قطاعات المجتمع المختلفة
ولكن صدق خوفه حين قال ( أخاف من الحشدين على الحشد ….. )
للاسف تمر علينا هذه الايام وبدلا ان نستذكر معارك النصر وحروب الكرامة وتضحيات الشهداء والجرحى نستعد لضبط قوائم الحشدين في الانتخابات المقبلة وضبط العديد للتصويت لا للمرابطة في السواتر .
فسلاماً على الدماء الزكيّة الطاهرة
للشهداء
ولعوائلهم الأبية الصابرة
وللأمهات الصالحات
والزوجات الوفيات
والأبناء والبنات وسائر الصالحين في حشدنا المقدس
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اترك تعليقاً