سلوان موميكا وقع قرار إعدامه لحظة حرقه لنسخة من القرآن الكريم

ضياء ابو معارج الدراجي
لم يكن ما فعله حارق القرآن الكريم سلوان موميكا مجرد فعل استفزازي عابر، بل كان بمثابة توقيع على قرار إعدامه بيده. فقد أثار بحرقه نسخة من المصحف الشريف موجة غضب عارمة في العالم الإسلامي، محوّلًا نفسه إلى هدف مشروع للانتقام لدى المسلمين. وفي ليلة أمس، عُثر عليه مقتولًا بالرصاص في شقته بمدينة سودرتاليا السويدية، في حادثة لم تكن مفاجئة لمن يتابع تداعيات أفعاله.
التعدي على المقدسات الدينية لم يكن يومًا فعلًا بلا عواقب، بل كان دائمًا شرارة لصراعات دموية وفتن لا تنتهي. من يظن أن بإمكانه إهانة معتقدات أكثر من مليار ونصف المليار إنسان دون أن يواجه عواقب، فهو واهم. فالبشر ليسوا متساوين في ردود أفعالهم، وهناك من يرى في مثل هذه الأفعال إهانة لا تُغتفر، تستوجب الرد الحازم، حتى لو تطلب الأمر سنوات أو عبر قارات.
كما أن الاعتقاد بأن العيش في أوروبا أو أي دولة غربية سيمنح حصانة ضد الغضب الناتج عن هذه الإساءات هو تصور خاطئ. الغضب لا يعرف حدودًا، والانتقام قد يأتي من حيث لا يتوقع المسيء، خاصة عندما تكون القضية مرتبطة بالمقدسات الدينية. موميكا ربما ظن أن قوانين اللجوء وحماية حرية التعبير ستحميه، لكنه تجاهل أن هناك قوانين أخرى تحكم المشاعر الإنسانية وردود الأفعال التي لا يمكن التنبؤ بها.
ما حدث لسلوان موميكا هو درس صارخ لكل من يفكر في التعدي على المقدسات.
الإساءة للأديان ليست تعبيرًا عن حرية الرأي، بل هي تحريض على الفتن واستفزاز يؤدي إلى نتائج قد تكون مميتة. الاحترام المتبادل بين الأديان والثقافات ليس مجرد فضيلة، بل هو ضرورة لحفظ الأمن والاستقرار، ومن يتجاوز هذه الحدود، عليه أن يكون مستعدًا لدفع الثمن، كما دفعه موميكا بحياته.
ضياء ابو معارج الدراجي
اترك تعليقاً