صرخة بآذان العراقيين : الثورة الشعبية أصبحت مطلبا… فالكل يشتري ويبيع بكم!!

كثيرة هي المآسي في العراق الجديد الذي ولد عام 2003 من خلال عملية قيصرية في ردهة العمليات “الأميركية – الإيرانية – البريطانية” بعد عقم العراق الأصلي لـ 85 عاما، وأعاقته لـ 35 عاما. فالكل كان ينتظر وبفارغ الصبر أن يولد العراق الجديد من رحم العراق الديكتاتوري وعراق الحاكم بأمره عسى يكون عراقا معافى وتتوفر فيه الكرامة والحرية. وبالفعل ولد عراقا معافى وبأمكانه أن يكون نموذجا في المنطقة. ولكن لعبة الولايات المتحدة وأيران وبريطانيا وأسرائيل كانت له بالمرصاد حيث نقلوا الجنين الجديد الذي أسمه (العراق الجديد) ليضعوا عليه وصيا لا يعرف قيمة الحرية والحياة، ولا يعرف قيمة هذا المولود، ولا يعرف معنى العناية والرحمة والرأفة والأنسانية.
والوصي هذا متمثل بـ ( شيعة السلطة +سنة السلطة + كرد السلطة + رجال الدين الذين أغرتهم السياسة والدولار). فكان العراق الجديد وديعة أميركية أيرانية بريطانية أسرائيلية بيد هؤلاء الذين لا ذمة ولا ضمير ولا أمانة ولا كاريزما ولا خوف من الله لديهم.. فمارسوا ضده أبشع أنواع الرعاية والتربية، وراحوا ليبيعوا أحشائه وأجزاء جسمه ومدخراته للدول والجهات الخارجية!!.لا بل راحوا ليسرقوا مدخراته وأراضيه وكل ما غلا ثمنه!!.
ونتيجة هذا المشهد السيء والمتداخل في مسلسل البلوى والألم والتراجيديا السوداء تمرر الدستور السيء والمفخخ بالألغام من خلال هالة دينية خدعت الناس وأعطته قدسية قد تفوق قدسية الكتب المقدسة .والسبب لأنه ضمن سلطة وهيمنة المافيات السياسية والدينية. ثم تمررت قضية التصويت عليه وتحت نفس المسرحية الدينية والعقائدية فولد الدستور العراقي الجديد بـ 3 أشهر علما أن دستور الولايات المتحدة أخذ كتابته 13 عاما حتى تم أعتماده….
ولمن لا يعلم فالدستور العراقي جاء بنسخة انجليزية من أميركا وأشرف عليه مستشار وزارة العدل السابق اليهودي الأميركي ” نوح فليدمان” والذي عائلته تسكن أحدى المستوطنات في الضفة الغربية!!!… ثم راحت أميركا وأسرائيل لتهندس أنتخابات ( القائمة المغلقة) وهي الصيغة المرفوضة عالميا ولم تستعمل في أية دولة في العالم ماعدا أسرائيل!!!!. وهي التي سيّدت عملاء أمريكا وأسرائيل وبريطانيا على العراقيين.. وأنتبهت أيران لهذا ففرضت هي الأخرى العملاء الموثوق بهم ليصبحوا شركان أقوياء لعملاء أسرائيل وبريطانيا وأميركا!!.
ثم تمررت بعد ذلك الأنتخابات وبفرعيها ” البلدي والتشريعي”و التي رسمت لخدمة تلك المافيا وفي جميع مراحلها وبنفس الخدع الدينية والطائفية… فولد عنها ومنها برلمان مشوه وبجميع مراحله. رسمته ريشة المافيا السياسية والدينية نفسها ليصبح في خدمة أجنداتها السياسية والدينية والشوفينية.
فولدت من هذا البرلمان وبجميع مراحله حكومات مريضة ومشوهة لتقود عراق مشوه ومريض ويعاني العلل. بحيث تم فتح الباب وعلى مصراعيه للمغمورين والهامشيين والدجالين و لوزراء وقادة وجنرالات ونواب وساسة الصدفة… ليصبحوا في مقدمة المشهد أمام العراقيين والعرب والمسلمين وسكان العالم أجمع. وأمام حكومات ومنظمات العالم!!!!!.
فتأسست في العراق ثقافة “العمالة” على أنها مجرد فن من فنون العلاقات العامة. وتأسست في العراق ثقافة ( الإستقواء بالخارج) ثم ثقافة ( التمويل من الخارج) فنجحت الدول التي لها أطماع في العراق أن تؤسس حكوماتها الصغيرة داخل البرلمان العراقي وبجميع مراحله وداخل جميع الحكومات العراقية وبضمنها الحكومة الحالية!!!!!. لا بل راحت لتفرض وجوها وأسماء في المنصب الفلاني والمنصب الفلاني!!. فصار شبه عادي أن يسافر هؤلاء نحو أسرائيل وأيران وأمريكا وبريطانيا وتركيا والسعودية لأعلان الولاء والعودة بتوصية ليكون هؤلاء في المناصب التي يرغبوها ولا زال الأمر ساريا حتى اليوم!!!
ونتيجة ذلك أسست المافيا السياسية والدينية عملية سياسية بمقاسات طائفية وعنصرية وقومية وشوفينية نتجت عنها أستراتيجية مقدسة مفادها (( تسقيط وتهميش أصحاب الكفاءات والوطنيين والخبراء.. وتضخيم وأسناذ الفاشلين والفاسدين والأغبياء والانتهازيين والبعثيين المتأسلمين والداخلين في خدمة تلك المافيا السياسية والدينية)) فتسيّد الفشل والجهل والأمية فكانت النتيجة فشل أداري وسياسي ودستوري وأقتصادي وأعلامي وفي جميع الميادين الأخرى.. أما التخطيط الإستراتيجي فليس له وجود في العراق الجديد لأنه غير مسموح به ولا بخبرئه ومختصيه!!
.فالعراق الجديد يمثل بقايا دولة يرعاها الله بقدرته وليس بتخطيط من حاكميه لأنهم لا علاقة لهم بالتخطيط الأداري والإستراتيجي، ولا علاقة لهم بالتنمية والعمران والإستثمار!!
فالشوارع المدمرة والتي تحف بها النفايات والمزابل والخراب والمليئة بالمطبات “بالطسات” ومن مختلف الأحجام والأجيال يسيرون بها ولكن لا علاقة لهم بهذا الموضوع ولم يشعروا بها أصلا لأن حواسهم مدمرة ويسرون بلا أحساس وبلا مشاعر وبلا أنسانية حتى!!….
والمؤسسات التعليمية والادارية والصحية المدمرة والمليئة بالخراب والجراثيم والقطط والفئران والحشرات لا تعنيهم لأنهم راحوا ليؤسسوا ( جامعات، ومدارس، ومستشفيات أهلية عائدة لهم” ليسرقوا ما تبقى في جيوب العراقيين!!!
يؤسسون تلك الجامعات والمدارس ولم يفكروا قط بمستقبل المتخرجين وليس هناك قط دراسات وبحوث تعنى بالتخطيط لمعرفة حجم حاجة سوق العمل وحاجة المجتمع فالقضية وببساطة يتم تخريج عشرات الآلاف من الطلبة سنويا نحو الشارع أي نحو البطالة ( ولا يعلم هؤلاء الساسة الفاشلين لأنهم يؤسسون الى أفغانستان جديدة في العراق.. فالجوع قاتل، والفقر عدو ضخم وقال عنه الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام ” لوكان الفقر رجلا لقتلته”).
وهناك جيوش الجائعين و المتسولين من العراقيين والعراقيات ” الأطفال والشيوخ والنساء” المنتشرين قرب مكاتب ومؤسسات وجامعات وقصور ومقرات هؤلاء. وقرب مكاتب ومؤسسات رجال الدين الكبار والصغار. فهؤلاء يتسولون بالقرب من مكاتب المرجعيات الشيعية والدينية والمسيحية وغيرها. والمقابر في العراق مليئة بالساكنين من الفقراء والجائعين…… ولا أحد يلتفت لهؤلاء……. لا بل هناك شبكة حماية للفساد الأخلاقي والتحرش الجنسي بالأطفال والنساء وحتى بالرجال!!!. وهناك رعاية سرية للجريمة المنظمة في العراق ولمافيا سرقة أحشاء العراقيين لبيعها في الدول الغنية!!.
ومن هناك صار هناك سباق بين مافيا الساسة ومافيا الدين بغسيل الأموال وشراء كل شيء في العراق. فعلى سبيل المثال راح رجال الدين وبمختلف صنوفهم ليشتروا الأراضي والحقول والمزارع والصحراء والسهول والشواطىء بأموال مسروقة وأخرى مستوردة لغسيلها داخل العراق بهدف الهيمنة على العراق وعلى العراقيين. لا بل راحوا ليؤسسون المستشفيات بمواصفات عالية وبكوادر غير عراقية ليستثمروا بصحة وأجساد العراقيين!!!!!!.. والحكومة تتفرج وكسيحة لا بل تستجدي قوتها من هؤلاء العاملين تحت ستار الدين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
فاقسم لكم بالله ورسولة وبكل مقدس لن ينجدكم أحد إلا سواعدكم وحناجركم فقط.
فتعلموا من الشعب التونسي البطل، ومن الشعب المصري. ومن الشعوب الحرة معنى الثورة على الظلم والباطل.
تذكروا شعار الأمام الحسين عليه السلام أن كنتم حسينيون…. ( هيهات منا الذلة)!!
تذكروا القول العظيم ( ولدتكم أمهامتكم أحرار)…. فكيف ترضون العبودية وأنتم في القرن الواحد والعشرين!!؟
أنقذوا بلدكم وشعبكم وأنفسكم!!.
كفى توسلا، وكفى تسولا من مافيا سياسية ودينية لا تسمع ولا تحس ولا تشعر ولا ترى!!!
فتلك المافيا السياسية والدينية لا تعرف إلا سلاح ( القوة) وهو بحوزتكم وفي حناجركم
فالثورة الشعبية في العراق أصبحت مطلبا مقدسا…. فالثورة الشعبية ضد طغات العراق الجدد أصبحت مقدسة وليس بالضرورة أن تكون هناك دماء على الأطلاق…. لأننا نرفض الدماء والعنف…. ولكنهم لا يعرفون السلم والأكف البيضاء ورايات الحرية!!
ــــ فالعصيان المدني الحر ليس مكلفا….
مجرد ملابس شتوية + بطانية + قنينة ماء + شعار حر+ هتاف يدعوا للحرية والتوحيد والدولة المدنية….. والأتفاق على عدم الرد ضد عنف السلطة مهما كان نوعه لكي لا يكون هناك مبرر لافشال الأعتصام الحر!!.
اترك تعليقاً