عركة جناين ترامب: صراع الأسماء والمواقف ضد الديمقراطية العراقية

ضياء ابو معارج الدراجي
في خضم الجدل السياسي المستمر في العراق، وبينما يترقب الشعب العراقي مستقبلًا أفضل ضمن نظامه الديمقراطي الذي بُني على أسس الانتخابات الحرة والشعبية، يبرز عدد من الأشخاص الذين لا يتوانون عن التهجم على النظام وتقديم أنفسهم كـ “معارضة” فاعلة، رغم أن أغلبهم ليس لديهم أي مواقف واضحة أو دعم شعبي حقيقي. في هذا المقال، نعرض للعديد من التحركات الإعلامية المشبوهة التي تروج لخطابات تسعى إلى زعزعة الاستقرار السياسي في البلاد تحت شعارات “التغيير” أو “الاحتجاج”، بينما يتجاهلون الحقيقة القاسية: أن العراق لا يحتاج إلى تحولات قسرية بل إلى إصلاحات حقيقية ضمن الإطار الديمقراطي.
إسماعيل مصبح الوائلي وأحمد الأبيض: صراع مفتعل أم مسرحية هزيلة؟
التصريحات المتبادلة بين إسماعيل مصبح الوائلي وأحمد الأبيض ليست إلا صراعًا إعلاميًا مصطنعًا يسعى كل طرف فيهما لجذب الأضواء وجعل نفسه “بطلًا” في معركة لا علاقة لها بتطور العراق أو مصلحة الشعب. هذا التهديد المتبادل بالفضائح والمناكفات الإعلامية، يعبّر عن الفجوة بين النوايا المعلنة والأفعال الحقيقية. فهل هؤلاء الأشخاص يعملون حقًا من أجل التغيير؟ أم أنهم مجرد أدوات في معركة لتصفية الحسابات السياسية، مع تجاهل التحديات الحقيقية التي يواجهها العراق في مرحلة بناء الدولة؟
غيث التميمي وفائق الشيخ علي: من التغريدة إلى التهديدات
أدى غيث التميمي وفائق الشيخ علي دورًا في مشهد “المعارضة” العراقية، حيث لم يتردد الشيخ علي في تغريداته عن دعوته إلى تغيير النظام العراقي عسكريًا وتعيين ترامب له رئيسًا للعراق، وهي دعوة تثير التساؤلات حول مدى فهم هؤلاء الأشخاص لما تعنيه الحرية السياسية و الانتخابات الديمقراطية.
رد غيث التميمي على هذه الدعوة بـ “شوكت تكبر عمو”، يعكس في الحقيقة موقفًا شعبيًا حقيقيًا يعارض كل من يروج لأجندات غير ديمقراطية ويعتمد على الخطاب التحريضي ضد الشرعية الدستورية. هذا الصراع اللفظي لا يعكس سوى حالة التشتت الفكري التي يعاني منها البعض ممن يسعون للعودة إلى حقبة الأنظمة القمعية تحت ذرائع وهمية لا تخدم إلا مصالحهم الشخصية.
ترامب لا يسمع للقرقوزات
عندما تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة لأول مرة عام 2017، خرجت بعض الشخصيات العراقية المحسوبة على ما يسمى بـ “المعارضة” تهدد الشعب العراقي بـالاحتلال الأمريكي وتروج لفكرة أن ترامب سيسقط النظام الحالي بالقوة. واليوم، مع عودة ترامب إلى الرئاسة في 2025، يكررون نفس السيناريو الفاشل، متناسين أن ترامب ليس مهتمًا بهذيانهم ولا يستمع إلى قرقوزات السياسة التي تعتقد أن الإدارة الأمريكية ستنفذ أجنداتها الشخصية.
ترامب رجل أعمال قبل أن يكون رئيسًا، ويدرك أن التدخل في العراق ليس صفقة رابحة، فهو يرى في العراق سوقًا نفطيًا مهمًا وليس ساحة لصراعات عبثية. لذا، فإن كل من يروج لفكرة أن ترامب سيعيد الاحتلال أو يغير النظام، لا يفهم كيف تفكر السياسة الأمريكية، أو ربما يعرف الحقيقة لكنه يضلل جمهوره عمدًا لكسب بعض الشعبية المؤقتة.
المعارضة العراقية: أليس لها مكان في النظام الديمقراطي؟
المعارضة الفعّالة لا تكون بممارسة التحدي المزعوم في إطار يدعو إلى الإطاحة بالنظام الديمقراطي، حيث إن العراق اليوم يتبع نظامًا دستوريًا ديمقراطيًا يقوم على الانتخابات الشعبية الحرة التي تحدد من يتولى الرئاسات الثلاث، وهو نظام يكفل حقوق الجميع في الترشيح والمشاركة طالما لم يكن لديهم سوابق جرمية أو انتماء إلى الأنظمة القمعية السابقة.
ماذا يعني أن يسعى البعض إلى إعادة نظام ديكتاتوري تحت مسميات “معارضة”؟ في الحقيقة، المعارضة الصحيحة تكون ضمن الآليات الديمقراطية، من خلال انتخابات حرة وليس عبر الدعوات إلى الانقلابات العسكرية أو العودة إلى الأنظمة الشمولية. هؤلاء الأشخاص الذين يروجون لمثل هذه الدعوات في الواقع لا يسعون إلا إلى إحياء الأنظمة القمعية التي عانى منها الشعب العراقي لعقود، والتي أدت إلى انتهاك حقوق الإنسان، وتعذيب المواطنين، ونهب الثروات.
الخلاصة: ديمقراطية العراق ليست ملعبًا للمنقلبين
من خلال التحركات الإعلامية والصراعات اللفظية، يظهر بوضوح أن هناك من يسعى للعودة إلى الوراء، حيث يكون الفساد والإرهاب والتسلط هو السائد. لكن الحقيقة هي أن العراق اليوم يمضي في طريقه نحو الديمقراطية الحقيقية، حيث الانتخابات الشعبية هي السبيل الوحيد لتحديد المصير السياسي للبلاد.
إن ما يعرضه هؤلاء الأشخاص من دعوات لإحداث تغيير قسري هو ليس إلا تشويهًا لمفهوم المعارضة الصحيحة التي تعمل في إطار الآليات الديمقراطية. الشعب العراقي قد اختار طريقه، ولن يُغفل عن حماية حقوقه السياسية في ظل نظام يعتمد على المسائلة الشعبية، ومن لا يعترف بذلك، فهو لا يسعى إلا لمصالحه الشخصية وأجنداته الضيقة.
ضياء ابو معارج الدراجي
اترك تعليقاً