قامت الولايات المتحدة بتدمير مخازن أسلحة كيماوية تابعة لتنظيم “داعش”، وبحسب معلومات قدمها القيادي الذي اعتقلته القوات الأمريكية الخاصة في شمال العراق.
ويعد ما قدمه ذلك الجهادي بأنه مهم، خاصة في ما يتعلق بالقدرات الكيماوية التي استخدمها الجهاديون ضد مقاتلي البيشمركة العام الماضي، وتحديدا غاز الخردل.
وكان التنظيم الجهادي هاجم في (الثامن من آذار 2016 الحالي)، ناحية تازة، جنوبي كركوك بالصواريخ المحملة بالكلور، ما أدى إلى اختناق العديد من الأهالي.
في حين أكدت الجبهة التركمانية العراقية، على ضرورة الإسراع بتحرير قصبة بشير التي باتت تشكل “خطراً متفاقماً” على المناطق المجاورة.
ودعا رئيس الجبهة أرشد الصاحي، أمس، مديرية البيئة الى معالجة التلوث البيئي الحاصل في تربة ناحية تازة خورماتو جنوبي كركوك، مطالباً رئيس الوزراء حيدر العبادي بتحمل المسؤولية باعتباره القائد العام للقوات المسلحة لإنقاذ التركمان من الهجمات الكيماوية.
بدوره، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، أن القصف الذي يشنه تنظيم “داعش” على الناحية “لن يمر دون عقاب”، متوعدا التنظيم بـ”دفع ثمن باهظ”، فيما أشار إلى وجود فرق ومواد طبية لتقديم الاحتياجات اللازمة لأهالي الناحية.
وأعلن مصدر أمني، امس السبت، ان “داعش” استهدف الناحية، مجددا، بثلاثة صواريخ، الا انه لم يحدد فيما اذا كانت تلك الصواريخ، سامة ام لا.
يذكر أن القيادي، الذي يحقق معه الأمريكيون، ويعتقل في سجن يديره أكراد العراق، يوصف بأنه من قيادات الوسط، وأنه على معرفة بتفاصيل القيادة، حيث أدت المعلومات التي كشفها إلى تدمير مواقع لتخزين السلاح الكيماوي.
وبحسب مسؤولين أمريكيين، فقد قدم الرجل معلومات مهمة وعميقة عن القدرات التي يملكها الجهاديون لتوجيه ضربات بالسلاح الكيماوي، وقال مسؤول دفاعي آخر: “لقد حصلوا على معلومات كثيرة من هذا الرجل”.
ويفيد تقرير أميركي بأن التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” قام بغارتين، الأسبوع الماضي، بناء على المعلومات التي قدمها القيادي من تنظيم الدولة، حيث تم استهداف ما وصفته الكاتبة بـ “برنامج تنظيم الدولة للأسلحة الكيماوية”.
ووفقا لبيان صحافي صادر في 5 آذار، عن عملية “العزيمة الصلبة”، وهو اسم الحملة التي تقودها أمريكا ضد تنظيم الدولة، فقد تم استهداف موقعين قرب الموصل، وفي 7 آذار؛ استهدف التحالف الدولي “وحدة عمليات تكتيكية”، التي يعتقد أنها قريبة من الموصل ومرتبطة ببرنامج السلاح.
وينوه التقرير إلى أن “تنظيم الدولة استخدم غاز الكلور والخردل، ويعتقد أنه حصل على غاز الكلور عندما كان جزءا من تنظيم القاعدة في العراق، ولكن كيف حصل على غاز الخردل؟ والجواب أنه ربما حصل عليه من جهة ما أو طوره بنفسه”.
وبحسب التقرير، فإن تنظيم الدولة يتهم بشن 20 غارة بالسلاح الكيماوي في أنحاء مختلفة من سوريا، مشيرا إلى أن منظمات مستقلة أكدت استخدام التنظيم للسلاح الكيماوي في عدد من المناسبات.
فيما توصلت منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيماوية إلى أن تنظيم “داعش” استخدم غاز الخردل ثلاث مرات في آب/ أغسطس، إحداها كانت في هجوم على بلدة مارع قرب مدينة حلب، واثنتان ضد الأكراد، قرب حدود محافظة إربيل، مركز اقليم كردستان، ذات الاستقلال الذاتي.
وتوصلت المنظمة إلى أن هجوم مارع هو “عمل غير دولي استخدم فيه السلاح الكيماوي”.
وتتزايد المخاوف من قيام التنظيم بشن غارات بالسلاح الكيماوي ضد الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن مدير الأمن القومي جيمس كلابر، حذر في مؤتمر الأمن، الذي انعقد الشهر الماضي في مدينة ميونيخ الألمانية، من أن تنظيم الدولة “يرغب باستخدام الأسلحة الكيماوية” في هجمات ضد أمريكا، وقال كلابر: “من الواضح أنهم يأملون بعمل المزيد، وهذا يثير قلق الولايات المتحدة؛ لأنه إشارة إلى رغبتهم باستخدام السلاح الكيماوي ضدنا”.
ويؤكد موقع “ديلي بيست” الاخباري، تعاون الرجل المعتقل مع المحققين الأمريكيين، الذين طلبوا التحفظ على المعلومات؛ نظرا لعدم معرفة التنظيم، ولأن نشرها كان سيؤثر في خطط المواقع الكيماوية.
ولم يكشف الموقع عن هوية الرجل، أو عن دوره القيادي في التنظيم، بينما قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارته في مركز الاعتقال عند الأكراد، لكنها أيضا لم تفصح عن معلومات بناء على السرية التي يجب أن يتسم بها عمل المنظمة.
وفي تلك الاثناء، أفاد مصدر في قوات الحشد التركماني بكركوك، أمس السبت، بأن تنظيم (داعش) استهدف ناحية تازة، جنوبي كركوك، (250 كم شمال بغداد)، مجدداً بالصواريخ، فيما أكد أن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا.
وقال المصدر إن “عناصر تنظيم (داعش) نفذوا السبت هجوماً جديداً، استهدفوا ناحية تازة، (25 كم جنوبي كركوك) بثلاثة صواريخ”، مبيناً ان “الصواريخ سقطت على مساحات خضر في محيط الناحية بعيدة عن المنطقة السكنية ولم تسفر عن سقوط ضحايا”.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، أن “مدفعية وصواريخ الحشد التركماني ردت على مصادر اطلاق الصواريخ بقصبة بشير (30 كم جنوبي كركوك )”، مبينا ان “الصواريخ لم يعرف حتى الان ما اذا كانت تحمل غازات سامة ام لا”.
يشار الى ان المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق دعت، الجمعة، الى تدويل حادثة قصف ناحية تازة جنوبي كركوك، بغاز الخردل من قبل تنظيم (داعش)، وفيما عدتها “جريمة مصغرة على شاكلة مجزرة حلبجة”، شددت على ضرورة تحرير المناطق القريبة من كركوك وتعويض ذوي الشهداء.
وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، اعلنت الخميس ارتفاع عدد المصابين بالغازات “السامة” الناجمة عن قصف (داعش) لتازة، الى اكثر من 400 ضحية، مطالبة بضرورة تولي فرق دولية مختصة معالجة ضحايا القصف الكيماوي أو إرسالهم إلى خارج العراق، نتيجة “قلة خبرة” الملاك الطبي المحلي بالتعامل معها”.
وتظاهر المئات من أهالي الناحية، الجمعة الماضية، ودعوا الحكومة للبدء بتحرير قصبة البشير، مهددين بقطع كهرباء محطة تازة وإغلاق طريق بغداد كركوك في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
اترك تعليقاً