مطار الناصرية الدولي منجز جماعي، يخدم ذي قار والعراق.. بقلم عادل عبد المهدي

مطار الناصرية الدولي منجز جماعي، يخدم ذي قار والعراق..
افتتح الجمعة المنصرم مطار الناصرية الدولي من قبل السيد وزير النقل ومحافظ ذي قار ورئيس مجلس المحافظة وبمشاركة العديد من البرلمانيين واعضاء مجلس المحافظة ومسؤولي الامن والدوائر كافة في المحافظة اضافة للشخصيات البارزة ولشيوخ العشائر والنخب والقوى السياسية. فالعمل على تخصيص احد مدرجي المطار للطائرات المدنية ليبقى المدرج الاخر للاستخدامات العسكرية تطلب جهوداً تجاوزت عقداً من السنين. اولاً مع القوات الاجنبية التي كانت تدير المطار خصوصاً الامريكية والايطالية، ثم مع الحكومات المتعاقبة وصولاً لحكومة السيد العبادي.. ومن وزراء النقل السابقين وصولاص للوزير الحالي.. اضافة لوزراء الدفاع والداخلية والبيئة ، دون ان ننسى دور القوى السياسية خصوصاً التحالف الوطني والدور الذي لعبه رئيسه لتكلل جميع هذه الجهود بالنجاح.
والحقيقة ان العمل لافتتاح المطار دليل على اهمية التعاون وابعاد المشاريع المحورية عن التحزبات والصراعات والمناهج الانتخابية. فكلما نسقط في المزايدات والاصطفافات الضيقة كلما نتكلم كثيراً وننجز قليلاً. بخلافه كلما نجعل العمل والانجاز وتحقيق الاهداف هي المعيار لتنظيم علاقاتنا وبناء وحدتنا وتحقيق اهدافنا كلما نتكلم قليلاً وننجز كثيراً. فالمطار انجاز كبير على عدة اصعدة.
1- يشير ان البلاد يمكن ان تحول الكثير من البنى التحتية والاصول من اصول محدودة لاغراض خاصة او جامدة الى اصول مدنية وجماهيرية وتنموية يمكن ان تساعد في نهضة البلاد.. فبالامكان استغلال الكثير من المشاريع الارتكازية ووسائل الانتاج والخدمة خصوصاً ما هو بيد الوزارات، سواء في الدفاع والداخلية والمالية والنفط والتعليم العالي والصحة والتربية والزراعة والصناعة والموارد المالية والاعمار وغيرها، لتلعب دوراً جديداً، باتجاهات تغير من الطبيعة الاحتكارية والبيروقراطية لهذه الموجودات والاصول والبنى لتعطيها ابعاداً وتوجهات وخلفيات جديدة تنسجم مع التطورات الجارية في طبيعة النظام السياسي/الاقتصادي/ الاجتماعي للبلاد.
2- يأتي افتتاح المطار في لحظة مناسبة في وقت تعلن فيه محافظة ذي قار عبر حكومتها المحلية انها “محافظة آمنة استثمارياً”. اذ اعلن مجلس محافظتها نيته الخالصة للتوجه لجعل المحافظة آمنة استثمارياً بتوفير الامن الاداري وفي المعاملات والتسهيلات وليس توفير الامن بمعناه البوليسي والعسكري فقط. ونتيجة ذلك وقعت جميع القوى السياسية في المحافظة، وكذلك عشائرها وقواها السياسية، وثيقة تتعهد فيه حفظ امن المستثمرين المحليين والاجانب وتوفير البيئة الاستثمارية المناسبة لتشجيع الاعمال، بما يوفر فرص العمل لابنائها، وتوفير الموارد اللازمة لاعمال الاعمار والبناء والخدمات، ولتكون انموذجاً يقتذى بالتجارب الناجحة للغير وانموذجاً ناجحاً قد تقتدي به محافظات اخرى.
3- ان وجود مطار دولي يرتبط بباقي اجزاء البلاد وببقية الدول هو عمل هام لتشجيع المستثمرين والسواح للمجي الى المحافظة وزيارتها والتمتع بما تمتلكه من تاريخ واثار وامكانيات وفرص لا تمتلكها امم كاملة. ففي الاسبوع القادم سيغادر السيد وزير النقل والسيدين المحافظ ورئيس مجلس المحافظة بدعوة من “الفاتيكان” للبحث في طرق التعاون بعد افتتاح المطار وامكانية مجيء الحجاج المسيحيين الى بيت النبي ابراهيم عليه السلام والمشاريع اللازمة لتحقيق الامر.. فافتتاح المطار امر مهم بعد تصويت اليونسكو على ادراج الاهوار وعدد من المواقع الاثرية كجزء من التراث العالمي، ومقدمة ضرورية بعد ان اقر مشروع تأسيس شركة نفط ذي قار والذي ستفتتح قريباً ان شاء الله. اضافة لمشروع مصفى ذي قار الذي تتنافس عليه عدة شركات، ولعدد من المشاريع المهمة كتدوير النفايات وايصال الغاز الى الدور السكنية، ومشاريع سكنية وسياحية وصناعية وزراعية وخدمية عديدة.
4- ما يتم العمل عليه في ذي قار اليوم ليس شاننا يتعلق بالمحافظة فقط، بل هو شأن وطني قد يدلل، عند النجاح فيه، ان الحكومات المحلية قد تطلق هي باب الاستثمارات والمشاريع والمبادرة الخاصة والعامة مستثمرة الصلاحيات الواسعة التي تتمتع بها. وهكذا تساهم برفع العبء عن الحكومة الاتحادية وموازناتها، ولتقلل الاعتماد على النفط لتحقيق التنمية المستدامة وتقديم الخدمات، ولمواجهة تحديات البطالة والنمو الديموغرافي، ليعود بالفوائد على المحافظات، وعلى العراق كله.
اترك تعليقاً