ولا تَقُلْ لَهُما أفّ

أعطانا داعش درسا إسلاميا فريدا في بر الوالدين لا نجده حتى في القرآن الكريم. بل هو مختلف عما موجود في القرآن. القرآن يقول:
«وقضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورا». الإسراء/23-25
« وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ». لقمان 15
هذه الآيات واضحة جدا في ما يتعلق ببر الوالدين. طاعة لهما على نفس مستوى عبادة الله. لا يجوز ازعاج الوالدين حتى بكلمة اف. يجب ان يكون الكلام معهما كريما مهذبا ويجب ان يظهر الأبناء علامات الخضوع والمذلة امام الوالدين مع الدعاء لهما بالرحمة.
لا تصح طاعتهما ان كانا مشركين لكن مع ذلك لا بد من البر بهما ومصاحبتهما في الدنيا بالمعروف.
«داعش» تنظيم إسلامي كما يزعم. ويردد القول بانه جاء لحمل الناس على طاعة ربهم. فإذا تمرد احد من البشر على الله وخالف أوامره التي أودعها لدى «داعش» فان الدواعش مخولون بقتل هؤلاء البشر العصاة. لا يتطلب الامر ان يناقش الداعشي البشر الاخرين او ان يدعوهم الى الاسلام. فأما اتباع «داعش» او القتل. هذه هي الرحمة الربانية التي بعث الله محمدا بها الى الناس. وهي عند «داعش» رحمة على حد السيف.
في ما يتعلق ببر الوالدين أجرى داعش تعديلا طفيفا على شريعة الله. هذا الخضوع والمسكنة والطاعة للوالدين لم يعد ضروريا. يجوز للداعشي ان يقتل أباه وأمه. هذا هو بر الوالدين عند «داعش».
من هذا المنطلق قام احد منتسبي داعش في سوريا واسمه صقر البالغ من العمر 20 عاما بقتل امه لينا القاسم البالغة من العمر 45 عاما امام مئات الموظفين قرب مبنى البريد في مدينة الرقة. صقر قتل امه بموافقة «داعش» وأمره بتهمة تحريض ابنها على ترك الخرافة الاسلامية والهروب سوية الى خارج الرقة. صقر ابلغ «داعش» بما قالته امه فما كان من «داعش» الا ان اصدر الامر باعتقال لينا وقتلها وتكليف ابنها بتنفيذ الامر بقلب بارد بسبب الإيمان الداعشي المريض.
هكذا يطبق»داعش» شريعة الله في عباده!
اترك تعليقاً