أوزبكستان وكازاخستان شراكة من أجل مستقبل مستدام للمنطقة

يستمر التعاون بين أوزبكستان وكازاخستان في مجال البيئة وحماية البيئة في إظهار تطور ديناميكي وتعزيز التفاعل الاستراتيجي القائم على الثقة والتفاهم المتبادل والالتزام المشترك بضمان الأمن البيئي في آسيا الوسطى.يُدعم الشراكة بين البلدين في المجال البيئي بإطار قانوني قوي. فقد وضع الأساس لأنشطتهما المشتركة الاتفاقية الحكومية الدولية بشأن التعاون في مجال حماية البيئة والاستخدام العقلاني للموارد الطبيعية، الموقعة في 2 يونيو 1997. وقد أعطت اتفاقية متجددة، موقعة في 22 ديسمبر 2022 ودخلت حيز التنفيذ في 20 نوفمبر 2024، زخمًا جديدًا للتعاون الثنائي. وفي إطار هذه الاتفاقية، تعمل المجموعة العاملة المشتركة الأوزبكية-الكازاخستانية لحماية البيئة وجودة المياه في حوض نهر سيرداريا بفعالية. تقوم المجموعة بتبادل البيانات بانتظام، ومراقبة مشتركة لحالة النهر، وزيارات خبراء متبادلة. وستوسع المشاركة المخطط لها لقيرغيزستان وطاجيكستان في هذه المنصة التعاون الإقليمي وتعزز فعالية المراقبة البيئية في حوض سيرداريا.كان أحد الإنجازات البارزة توقيع مذكرة تعاون بشأن حفظ الحياة البرية في هضبة أوستيورت بين أوزبكستان وكازاخستان في فبراير 2024، على هامش مؤتمر COP-14 لاتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة في سمرقند. وانضمت تركمانستان لاحقًا إلى المبادرة، مما يؤكد طبيعتها متعددة الأطراف. وعُقد الاجتماع الأول للأطراف في مارس 2025 في أستانا، حيث تم اعتماد خارطة طريق الإجراءات للفترة 2025-2030.كما تتطور الاتصالات الثنائية بنشاط في مجالات أخرى. فقد شهدت السنوات الأخيرة العديد من الزيارات على المستوى العالي، بما في ذلك مشاركة الوزراء في المنتديات والمؤتمرات الدولية، واجتماعات اللجنة الحكومية الدولية للتنمية المستدامة في إطار صندوق إنقاذ بحر آرال (IFAS)، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مجال التشجير ومكافحة التصحر.وفي مجال القضايا عبر الحدود، تظل البيئة مجالًا للتعاون البناء. فعلى سبيل المثال، تم حل المناشدات السابقة من الجانب الكازاخستاني بشأن مكب النفايات الصلبة البلدية في كيليس (منطقة طشقند) بسرعة – حيث تم معالجة المكب وإغلاقه.كما رافق التعاون البيئي طويل الأمد الاعتراف المتبادل بالإنجازات. ففي 13 نوفمبر 2024، حصل وزير البيئة والموارد الطبيعية في كازاخستان، يرلان نيسانباييف، على وسام الشرف الأوزبكي “حامي الطبيعة” (Tabiat himoyachisi) – رمز للثقة العالية والاحترام للعمل المشترك المنجز.وبالإضافة إلى التعاون الثنائي، تُعد أوزبكستان وكازاخستان أيضًا داعمتين نشيطتين للمبادرات البيئية متعددة الأطراف.من بين الوثائق الرئيسية مذكرة إدارة وحماية موقع التراث العالمي لليونسكو عبر الحدود “تيان شان الغربي”، الموقعة في عام 2019 من قبل كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان. وفي عام 2021، خلال مؤتمر غلاسكو للمناخ، تم توقيع مذكرة بشأن حفظ نمر الثلج ونظمه البيئية في جبال تيان شان الغربي وبامير ألاي.كان إنجازًا بارزًا إدراج “صحاري توران المعتدلة” (كازاخستان، تركمانستان، أوزبكستان) في قائمة التراث الطبيعي العالمي لليونسكو خلال الدورة الـ45 للجنة التراث العالمي التي عُقدت في الرياض في سبتمبر 2023.كما تُدعم المبادرات البيئية الإقليمية من خلال منصات مثل منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، وصندوق إنقاذ بحر آرال (IFAS)، وبرنامج CAREC، وبرنامج السلام الأزرق لآسيا الوسطى. وقد تم تقديم البيانات المشتركة التي طورتها دول المنطقة مرارًا في المنصات العالمية الرئيسية للمناخ، بما في ذلك COP-28 في دبي.كان افتتاح جامعة آسيا الوسطى لدراسات البيئة وتغير المناخ (الجامعة الخضراء) في فبراير 2024 ذا أهمية خاصة، والتي أصبحت مركزًا جديدًا لتدريب المتخصصين في البيئة والتنمية المستدامة.في عام 2025، واصل كلا البلدين تبادل الخبرات والأفكار بنشاط، بما في ذلك المشاركة في معرض Eco Expo Central Asia في طشقند، واجتماع وزراء البيئة في آسيا الوسطى في أكتاو، والمنتديات الدولية في ألماتي وبافلودار.جميع هذه الجهود تشترك في هدف واحد – لا يمكن تحقيق مستقبل مستدام للمنطقة دون عمل مشترك.وبالتالي، تُظهر أوزبكستان وكازاخستان نموذجًا للتعاون الفعال والموجه نحو النتائج القائم على الاحترام المتبادل والرؤية الاستراتيجية والمسؤولية المشتركة عن حفظ التراث الطبيعي. وتشكل مبادراتهما الثنائية ومتعددة الأطراف أساسًا متينًا لتعزيز الأمن البيئي في آسيا الوسطى، حيث يساهم كل قرار مشترك في مستقبل المنطقة الأخضر المشترك.
محمود خيداروف،
أخصائي رئيسي في إدارة التعاون الدولي
والتصنيفات بوزارة البيئة وحماية البيئة وتغير المناخ


اترك تعليقاً