الأمن الرقمي وتبادل المعلومات في إطار منظمة شنغهاي للتعاون

التبادل الآمن للمعلومات – عنصر أساسي للتعاون
أوزبكستان ومنظمة شنغهاي للتعاون: تعزيز التعاون في مجال أمن المعلومات
تتميز المرحلة الراهنة للعلاقات الدولية بالنمو السريع لأهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي لم تعد دافعًا للتقدم فحسب، بل أصبحت أيضًا مصدرًا لتحديات وتهديدات جديدة. وفي هذا الصدد، أصبح ضمان أمن المعلومات الدولي أمرًا ملحًا للغاية، مما يتطلب تنسيق الجهود على المستويين الإقليمي والعالمي.
تنظر جمهورية أوزبكستان، بصفتها أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة شنغهاي للتعاون، إلى مجال أمن المعلومات كعنصر استراتيجي للاستقرار الجماعي، وتنمية الاقتصاد الرقمي، وتوطيد الثقة بين الدول. ومنذ قمتي طشقند لمنظمة شنغهاي للتعاون عامي 2004 و2016، أولت اهتمامًا خاصًا لضرورة حماية الفضاء المعلوماتي وتعزيز الإطار القانوني في هذا المجال.
أُكِّدت الأهمية الجوهرية لهذه القضية خلال القمة السنوية لرؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون، التي عُقدت في دوشنبه عام ٢٠٢١، حيث طرح رئيس جمهورية أوزبكستان، فخامة شوكت ميرضيائيف، مبادرة إنشاء منتدى خبراء منظمة شنغهاي للتعاون المعني بأمن المعلومات. وقد وفّرت هذه المبادرة زخمًا قويًا لتوحيد جهود الدول الأعضاء، ويُمثّل حدث اليوم استمرارًا مباشرًا وتجسيدًا عمليًا للصيغة المقترحة. صُمِّم منتدى الخبراء ليكون منصةً لمناقشات واسعة وموضوعية حول الجوانب المُلحّة لأمن المعلومات في جميع أنحاء منظمة شنغهاي للتعاون، بالإضافة إلى تبادل الخبرات ووضع آليات عملية للتصدي للتهديدات السيبرانية المعاصرة. يكتسب التطبيق العملي لاتفاقية التعاون بين حكومات الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في مجال أمن المعلومات الدولي، الموقعة في 16 يونيو/حزيران 2009، أهمية خاصة. وقد أرست هذه الوثيقة الأساس لتشكيل إطار تنظيمي وقانوني يحدد مبادئ وتوجهات العمل المشترك في مكافحة الجرائم الإلكترونية، ومكافحة استخدام تكنولوجيا المعلومات لأغراض إرهابية ومتطرفة، ودعم التشغيل الآمن للبنية التحتية الرقمية بالغة الأهمية.
ومن الخطوات المنطقية اللاحقة اعتماد خطة منظمة شنغهاي للتعاون للتعاون في مجال أمن المعلومات الدولي للفترة 2022-2023، التي أُقرت في قمة دوشانبي. وقد عززت الخطة مجالات محددة للتعاون، بما في ذلك تطوير آليات الحماية القانونية والتقنية، وتعميق التعاون بين الوكالات بين الهيئات المختصة، وتنسيق الإجراءات الرامية إلى منع التهديدات الإلكترونية وقمعها، بالإضافة إلى تدريب المتخصصين الوطنيين. انطلاقًا من خبرتها العملية كدولة مضيفة للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع لمنظمة شنغهاي للتعاون في طشقند، ساهمت أوزبكستان بفعالية في تنفيذ أحكام الخطة وتعزيز تطبيقها عمليًا.
ومن ثم، يتسم تفاعل أوزبكستان مع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في مجال أمن المعلومات بطابع متسق ومنهجي. ويستند هذا التعاون إلى اعتماد وثائق استراتيجية، مثل اتفاقية عام 2009 وخطة التعاون للفترة 2022-2023، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى إنشاء منصات متخصصة ومؤسسات متخصصة. وتعزز هذه الجهود مجتمعةً مرونة المنطقة، وتعزز مستوى الثقة في المجال الرقمي، وتهيئ الظروف الملائمة لبيئة معلوماتية سلمية وآمنة ومفتوحة، تُعزز تطوير الابتكار والاقتصاد الرقمي.
اترك تعليقاً