الاصول الاربعمائة
الاصول الاربعمائة
ناصر سوادي
لم يعرف الشيعة هذا المصطلح الا بعد ان صرح الشيخ المفيد بذلك بحسب مانقل عنه ابن شهر اشوب نصا منسوبا اليه ( اذ لاريب أن هذا الاصطلاح ورد لأوّل مرة في كتاب «معالم العلماء» لابن شهر اشوب (المتوفى 588 ه )، منسوباً للشيخ المفيد (المتوفى 413 ه )، ثم تلقّاه كل من جاء بعده بالقبول ) [ الاصول الاربعمائة : الجلالي )
وحين الرجوع الى الشيخ الطوسي والنجاشي فإنهم لم يحصوا هذا العدد من الاصول :
” إن الرأي السائد، هو أن عدد الأصول (400)، ولكن لم يرد لهذا العدد ذكر في رجال الشيخ الطوسي، و فهرست النجاشي، اللذين بذلا اهتماماً في التعريف بالأصول ” (دروس في نصوص الحديث ونهج البلاغة ص 59 )
الامر الذي ارجع المحققين الى مايعنيه هذا المصطلح من معنى ، اذ اورد له اعلام الطائفة تعاريف شتى وان كان الاشهر منها ان (الأصل: هو الكتاب الذي جمع فيه مؤلفه الأحاديث التي رواها عن المعصوم أو عن الراوي عنه ) [ راجع الاصول الاربعمائة للجلالي ]
ولكن هذا التعريف لايصمد امام النقد بحسب رأي جملة من المحققين اذ ان حصيلة ما استنتج ان معنى الاصل غير مستقر معناه لدى المتقدمين الامر الذي ادى الى اضطراب تعريفه لدى المتأخرين ، والمتابع لكتب النجاشي والطوسي فإنهما لايتفقان على صاحب اصل في اكثر من مورد فمن يقول عنه الطوسي من الرواة انه صاحب اصل تجد النجاشي يقول عنه بأنه صاحب كتاب وكذا العكس ،
ثم ان هذا العدد ( 400) لم يكن واصلا حتى للشيخ الطوسي ومن هم قبله ومن بعده ، ويعزو دعاة صحة احاديث الكتب الاربعة انها احتوت على تلك الاصول ما ادى الى اهمالها من قبل الشيعة والاعتناء بالكتب التي استورثت او احتضنت احاديث الاصول المقطوع بصحتها ، يقول السيد جلالي ( المشهور ان عدد الاصول اربعمائة ولكن لم اقف – حسب تتبعي – على تنصيص اكثر من نيف وسبعين اصلا ذكرها الشيخ الطوسي والنجاشي اللذين قاما بفهرست مؤلفات الشيعة وخاصة الطوسي الذي وعد بالاستيفاء فإنه لم يذكر في الفهرست اكثر من تسعة وخمسين اصلا في الوقت الذي لايعبر عنها النجاشي بالاصل مما يظهر اختلاف الرأيين في مفهوم الاصل ) [ كتاب الاصول الاربعمائة ]
يقول جلالي ( ولم اقف – حسب تتبعي – للأصول التي ذكرها الشيخ الطوسي على اكثر من ثلاثة اصول موجودة اليوم ، ومن الكتب التي وصفت بأنها اصول على اكثر من سبعة وعشرين كتابا )
حتى قيل : أن الأصول الستة عشر المتداولة اليوم، قد ورد ذكرها في عبارات الشيخ الطوسي و النجاشي تحت عنوان (كتاب)، و تبعهم المجلسي في مصادر بحارالأنوار ..
وهناك من الاصول ماهو مشكوك بصحة نسبته 🙁 قال العلامة المجلسي في مقدمة البحار في مقام ذكر مدارك الكتاب وارباب الرجال وان لم يوثقوا زيد الزراد وزيد النرسي . لكن اخذ اكابر المحدثين من كتابهما واعتمادهم عليهما حتى الصدوق في معاني الاخبار وغيره ، ورواية ابن ابي عمير عنهما وعد الشيخ ره كتابهما من الاصول ، لعلهما يكفي لجواز الاعتماد عليهما )
بقي ان نشير الى ان زمان تأليف هذه الاصول ايضا مختلف فيه هنالك رأيان : الاول : انها ألفت من زمان امير المؤمنين الى الامام الحسن العسكري (ع) ،
الثاني : انها ألفت زمان الامام الصادق (ع) .
ولقد كان تأليفها من قبل طلبة ومريدي الأئمة (ع) والاشهر انهم من طلبة الامام الصادق (ع) كما وان الاشهر ان زمان تأليفها هو الرأي الثاني .
اترك تعليقاً