الحكومة الضاله

الحكومة الضاله
بقلم علي الجياشي
منذ عقدين كاملين و المجتمع العراقي يحن إلى دولة مؤسسات ينعم بظلالها فما الذي راكم تلك الأُمنية لتوازي شعور التحرير و الخلاص من المحتل لدى المواطن؟
و هنا قبل الإجابة على هذه الأسئلة علينا الالتفات إلى عدة مراحل مرت بها السياسة العراقية أولها كان تحقق حلم الخلاص من النظام الدكتاتوري الجاثم على صدر الوطن بحروبه و مأسيه مما استوجب التطلع إلى معارضة النظام كحل للخلاص، ثم مرحلة الانجراف خلف طموحات العيش الرغيد خارج قفص عبودية السلطة التي طالما حرمته من أحلامه ببناء مستقبل رغيد وهذا ما راكم الغضب على مدى أجيال، ثم مرحلة الانحراف العقائدي بأن الحرية متلازمة مع العقيدة ما ان تسلب العقيدة ستنتهي الحرية وهنا جاءت مرحلة ايقاض الشعور الطائفي لنغدوا بين جبهات متعددة، جبهه ترى في تولي الحكم استحقاق بعد ظلم طويل ، و جبهه ترى أن حكم غيرهم سيؤل بهم إلى فقدان الوجود و تهميشهم، و جبهه أخرى رأت في كل ما يحصل اقتراب من تحقيق الحلم الكبير بالاستقلال الذي طالما كافحت من أجله ولوحت به سراً و علناً، و جبهه أخرى وهي مجموعة اقليات وجدت ان بقاءها متفرجه سيبعدهم عن الكثير من المغانم في هذه الفتره ( الفرصه) لذا قرروا ينسجون احلام آنية تأسس لحلم مستقبلي، وبين كل تلك المكاسب لابد من صراع بين الجبهات، وفي ذلك الصراع ستكون الهفوات و الفجوات حاضره خصوصاً مع اختلال السيطرة السياسية للدولة و تسمح لطفيليات سياسية و إدارية و أخرى اجتماعية ان تعيش في ضل ذلك المرض الذي نمى بسرعه في جسد الوطن و قرح اركانه الأساسية ولم يعد بالإمكان معالجتها فنمى الفساد بحجة المحاصصة لكسب مراكز هنا وهناك دون حسابات وطنية المهم حجز كرسي في مؤسسة فتسبب بضياع كثير من المقدرات الوطنية الأهم ان يكون في المركز الفلاني موالياً لطموحات الأسياد ومحققاً شرط الاستملاك لتلك المؤسسه، ومع تصاعد قوة المراكز الواجب اغتنامها لابد من تنامي القوة السياسية و هذا لا يتحقق الا بمساندة من منظومة قادرة على فرض هيمنتها بقوة كالقوى الإقليمية وهذا ما فجر تنامي النفوذ الخارجي داخل البلاد لكل الأطراف المتورطة بالصراع، و بالطبع ان تنامي سيطرة قوة اقليمية في بلد مهم كالعراق سيهدد مصالح دول أخرى و ستجد من المصلحة ان تفرض تدخلاً اخر من خلال دعم اي طرف من أطراف الصراع، وهذا ما سيقوض سيطرة الحكومة على البلاد و التجارب التاريخية كثيرة، فتسبب تنامي ذلك الصراع إلى ضعف واحراج حكومي واضح أصبح مربكاً في الكثير من خطواته غير قادر على إدارة ازماته التي لا تنتهي.
اترك تعليقاً