تارا شازمان : استلهم مضمون لوحاتي ورسالتها من الفلكلور وللمرأة مكانة بالفن التشكيلي .

كتبه / فراس الحمداني
أكدت الفنانة التشكيلية تارا شازمان من مدينة السليمانية أن الفن التشكيلي يمثل وسيلة للتعبير تحمل في طياتها رسالة موجهة من الفنان إلى المتلقي وأن هذه الرسالة قد تتنوع في مضامينها لتشمل قضايا اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو ثقافية بحسب طبيعة الرؤية الفنية ومدى ارتباط الفنان ببيئته ومجتمعه وأضافت أن اللوحة التشكيلية ليست مجرد ألوان أو أشكال مرئية بل هي تعبير بصري عن مواقف وتجارب وأفكار تتجسد من خلال أسلوب الفنان وتوجهاته الإبداعية .
وأوضحت الفنانة شازمان في حديث صحفي أجراه معها الإعلامي والكاتب فراس الحمداني أن أعمالها الفنية تستلهم مضامينها بشكل أساسي من التراث الكوردي والفولكلور الشعبي الذي يعكس أصالة الهوية وتاريخها الغني مشيرة إلى أن أسلوبها الواقعي التعبيري يهدف إلى تقديم هذا الموروث بطريقة حديثة قادرة على التواصل مع مختلف الأذواق والشرائح مؤكدة في الوقت ذاته اهتمامها العميق بقضايا المرأة في المجتمع وتجسيد همومها وتطلعاتها من خلال أعمال فنية تنبض بالمعنى والرمز .
كما أشارت إلى أن الفن التشكيلي لا يقتصر على أصحاب المواهب الفطرية بل يمكن تعلّمه وتطويره من خلال الممارسة والتعليم المنهجي وقالت إنها تعمل كمعلمة رسم وتعتمد الأسلوب الهندسي في تعليم الطلبة كونه يساعد في بناء الأساسيات وفهم النسب والتكوين والتوازن البصري واعتبرت أن معاهد وكليات الفنون الجميلة تشكل ركيزة مهمة في تطوير القدرات الفنية لدى الشباب وتفتح لهم آفاقًا مهنية وثقافية تمكنهم من التعبير عن ذواتهم وإيصال رسائلهم الفنية بطرق ناضجة ومدروسة .
وفي حديثها عن لوحة الموناليزا للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي أوضحت شازمان أن هذه اللوحة لا تزال من أبرز الأعمال الفنية التي حيرت النقاد والمتلقين على حد سواء حيث تضم بين طياتها مجموعة من الرموز الخفية التي تعكس عبقرية فنان لم يكن مجرد رسام بل عالم ورائد في فهم ملامح الوجه البشري والتكوين الجسدي وأضافت أن دقة التفاصيل في الموناليزا وابتسامتها الغامضة والنظرة التي تلاحقك من أي زاوية تمثل قمّة في التلاعب بالبصر والإدراك وأن التقنية المستخدمة في التظليل واستخدام الألوان تعكس وعيًا عميقًا بعلم التشريح والضوء والمنظور مما يجعل هذه اللوحة مرجعًا خالدًا لكل دارسي الفن في العالم .
وفي سياق متصل تحدثت الفنانة عن الحراك الثقافي الذي يشهده الفن التشكيلي في إقليم كوردستان بشكل خاص وعموم العراق مشيرة إلى أن هناك نشاطًا متزايدًا في إقامة المعارض الفنية الداخلية والمشاركات الخارجية ما أسهم في تنشيط ما يُعرف اليوم بسياحة الفن التشكيلي حيث باتت هذه الفعاليات عامل جذب مهم للمهتمين بالفن من مختلف المحافظات وكذلك من خارج البلاد وأوضحت أن السياحة الفنية أصبحت تمثل أحد فروع السياحة الثقافية التي يمكن أن تنافس باقي أنواع السياحة مثل السياحة البيئية والدينية والترفيهية خاصة مع تزايد الاهتمام العالمي بالفنون المعاصرة واحتضان المدن الكوردية لمعارض نوعية تستقطب فنانين وجمهورًا من دول متعددة .
كما أشادت بالحضور المتنامي للمرأة في مجال الفن التشكيلي وأكدت أن الفنانات العراقيات أصبحن اليوم فاعلات في المشهد الفني من خلال مشاركتهن المستمرة في المعارض والمهرجانات والمبادرات الثقافية وقالت إن المرأة استطاعت أن تفرض حضورها بقوة عبر أعمال تعكس رؤيتها الذاتية وتجربتها الاجتماعية وتعبّر عن قضاياها بلغة فنية راقية وواعية وأشارت إلى أن تمثيل المرأة في الوسط التشكيلي لم يعد حضورًا رمزيًا بل أصبح جوهريًا ومؤثرًا في تطوير الخطاب الفني وإغنائه بتجارب متنوعة وأساليب إبداعية جديدة .
وفي ختام حديثها دعت الفنانة تارا شازمان إلى مزيد من الدعم المؤسسي للفنانين من مختلف التخصصات وخاصة التشكيليين منهم من أجل تجاوز التحديات المالية التي تواجههم أثناء إقامة المعارض أو إنتاج الأعمال الفنية مشددة على أن دعم الفن لا ينعكس فقط على الفنان نفسه بل يسهم في بناء وعي مجتمعي أكثر انفتاحًا وجمالًا ويعزز مكانة الثقافة كقوة ناعمة قادرة على التغيير والتأثير الإيجابي .
اترك تعليقاً