فؤاد سالم قنديل اخضر اضاء حياتنا بالحب

فؤاد سالم قنديل اخضر اضاء حياتنا بالحب..
سعاد حسن الجوهري
اذ نستذكر فنان الشعب فؤاد سالم فاننا نستحضر فنانا اضاء حياتنا بالحب والفرح وبفصل طويل من العشق للوطن . واذ ضاق به وطنه التحق بنا في المنفى الاضطراري ليغني لوطن اتسع في قلبه وذاكرته واحلامه بعيدا عن قمع السلطة الدكتاتورية التي ارادت مصادرة حتى المشاعر والعواطف ناهيك عن الادب والفن والفكر والشعر لدمج كل ذلك بقامة الدكتاتور وهذا ما رفضه فؤاد سالم التقدمي المتنور المتجدد فكرا وعقيدة وغناءا ، فغنى للصداقة و الحب المنعش للحياة و للنضال والروح الجماعية ومقاومة الظلم و القبح والظلام من اجل انتصار العدل والجمال والنور ، اجل غنى للبصرة والشط والنخيل مثلما غنى لحلبجة ولضحايا القصف الكيمياوي في كوردستان . فؤاد سالم يجسد رقة ونقاء صوت بصراوي مطعم بنكهة نساء البصرة وسمارهن المحبب و طعم نخيلها المفرط في الحلاوة وتلقائية في كلمات الحب قلما نجدها بذات الطعم في مدينة اخرى ، اترى لان البصرة حاضنة الماء والعشب والنخيل والشعر القادم الينا ثورة و فلسفة و تمردا ابيضا تارة وزنجيا تارة اخرى . ان هذا الفنان لم يصفق للدكتاتور ولم يصفق حتى لاقرب الناس شريكته في الحياة حين تركته والتحقت بنظام القمع فقد بقي معنا على خطوط النفي والقتال و في كورستان من اجل دحر الظلام ، وحينها الف اغنيته الشهيرة ” مشكورة” في وداع من شاءت ان تتركه وحيدا يقاوم . وميزة هذا الفنان انه من القلة التي اجمع الشعب العراقي على حبه و تحيته والتصفيق له في وقت قلما يجمع هذا الشعب العصي على الطاعة على حب احد بعينه ، لكن صاحب اوبريت ” يا عشقنا ” المليء بسلال العنب استطاع ان يملأ سلاله بالحب ايضا في مسيرة غنائية ذات اصرار انساني وتحدي لا يقف عند الحواجز و لا تصده العواصف . ماذا لو ان” يابو بلم عشاري” بيننا الان ونحن نحتفي به ونضعه في قمة وذروة عواطفنا ؟ واثق انا انه كان سياتي راقصا مهللا و فرحا و منتعشا بفرح طفولي لانه يقرا في عيوننا قصة حبه و قصة نضاله من اجل غد اجمل واحلى . دعونا نقول له اذن انك ايها الراحل الى ذاكرتنا حي في اللحن والوتر وحي في الشعر والفكر الذي حملته وحي لانك تجمعنا جميعا كمكونات عراقية متعددة تجمع على حبك .. وما اجملنا اذ نعلن لك اننا صادقون في حبنا لك مثلما كنت اسمى اية من ايات الحب لهذا الوطن . فوزي الاتروشي كاتب وشاعر / وكيل وزارة الثقافة والسياحة والاثار
اترك تعليقاً