ماهو سر صمت السيد الصدر ؟ وماذا يدور في رأس الصدر ؟

بقلم :-سمير عبيد
#الصمت الحكيم :-
١-تفاجأ ملايين العراقيين ومعهم الكثير من المحللين والمختصين من موقف زعيم التيار الصدري والقائد الشعبي ل الاصلاح والتغيير وهو سماحة السيد مقتدى الصدر . لأنه لزم الصمت وتحديدا بعد توصيفه لحكومة السيد محمد شياع السوداني بأنها ( حكومة بني العباس الثانية، وحكومة ياجوج وماجوج) واعلن رفضه تأييدها والاشتراك بها، ولا حتى قبول الحوار معها .وهو موقف صلب ونهائي.
٢-ولكن بالمقابل لم يقرر النزول للشارع .ولم يُعطل طريق ولادتها في البرلمان مما ولد لغط في داخل المجتمع العراقي . وأسميناه في حينها ولازلنا نسميه بالصمت الحكيم. ولكن لهذا الصمت توقيت استراتيجي يعرفه ويعيه السيد الصدر . فهو يراقب بدقة وكل صغيرة وكبيرة !
#ماهي أهم الأسباب لهذا الصمت ؟
١- ان هذا الصمت الحكيم الذي قرره السيد مقتدى الصدر هو بمثابة رسالة عتب على الشعب العراقي الذي لم يناصر ثورة عاشوراء . ولم يلبي نداءات وصرخات الصدر. فسمح لجماعة الاطار بتشكيل الحكومة ليرى الشعب العراقي مدى مصداقيتهم ووفاءهم للشعب!
٢-تماشى سماحته مع رغبة المجتمع الدولي بتسكين التغيير في العراق ( تسكين وليس الغاء) لأسباب طارئة وهي حاجة اوربا للنفط والغاز في فصل الشتاء الذي نحن فيه .. لكي لا يكون السيد الصدر معارضا لجميع القوى المحلية والاقليمية والدولية فقرر التسكين هو الآخر.فالسيد الصدر نضج سياسيا وأصبح يحسب كل شيء لدقة ولكي لا يخسر معركة الاصلاح والتغيير. لهذا جنح للتكتيك المؤقت وبالصمت التكتيكي !
٣-وموضوع الخطر الطاريء الذي وقف على أبواب العراق كان سبباً مهما هو الآخر .بحيث اصبح يهدد المجتمع العراقي وهو ( نفاذ قانونية صرف الاموال بعد شهر ديسمبر/ آخر شهر بعام ٢٠٢٢.. ولابد من ولادة حكومة بصلاحيات كاملة لتُمرر الموازنة بسرعة لضمان رواتب الناس) .ولا يريد ان يكون السيد الصدر سببا في ازمة عراقية ،ومجاعة في داخل المجتمع !
#التحوط الوجوبي !
١-هناك موضوع مهم وخطير ولا يعرفه الكثيرين وهو جزء مهم من معركة العراق …وهو الذي فرضَ التحوط الوجوبي واستباقيا في حالة تدهور صحة المرجع الاعلى للشيعة في العالم وهو سماحة السيد علي السيستاني ” حفظه الله وأبقاه”.
٢-فباتَ الشغل الشاغل للمرجعية والحوزات العلمية في النجف وللسيد مقتدى الصدر في هذه الفترة ( خصوصا وان هناك تهديدات جانبية بهذا الملف اولا ..والخوف من الفوضى والفراغ ثانيا) .
٣-وهو الملف الذي جعل السيد الصدر وبتنسيق مع خطوط مهمة داخل المرجعية وقرب السيد السيستاني ان يكون السيد الصدر أكثر يقظة، وأكثر حكمة. وان يكون حذر جدا، وان لا يعطي ذريعة وثغرة في هذا الملف فتكون النتائج وخيمة على الشيعة والعراق والعراقيين .
٤-وان هذا الملف بذاته فرض على الصدر الصمت الحكيم والاستراتيجي !
#تحت الكونترول !
منذ اليوم ٢٨ تشرين ٢٠٢٢ أصبحت حكومة الاخ محمد شياع السوداني تحت الكونترول من جهة السيد الصدر وجهة المرجعية الشيعية . خصوصا وان السيد محمد شياع قد ورط نفسه بوعود ضخمة لا تتناسب مع المدة الذي جاء من أجلها. وهذا سوف يوقعه بأزمات كثيرة. لا سيما وان القوى الشيعية التي دعمته ليكون رئيساً ل الحكومة غير مرنة في محاربة الفساد .وغير مرنة بابعاد الوجوه والمناصب التابعة لها والتي تكلست وباتت غير نافعة .وغير مؤمنة بالتجديد الذي يريده محمد شياع .وهذه معضلة كبيرة !
سمير عبيد
٢٨تشرين ٢٠٢٢
اترك تعليقاً