هكذا عرفت الشهيد الصدر

هكذا عرفت الشهيد الصدر ..!!
جواد كاظم اسماعيل
في مطلع عام 1979 كنت يافعا وتحديدا كنت في مرحلة الابتدائية ، كانت هناك مباراة بين العراق وايطاليا ضمن بطولة كأس العالم العسكري ، ولكون اغلب اطراف مدينة الفهود جنوب شرق الناصرية لاتمتلك خدمة الكهرباء وبالتالي لايوجود تلفاز ينقل هذه المباراة مما يضطر الجميع للذهاب الى مقهى “سيد رحم” في مركز سوق المدينة لمشاهدة المبارة وكنت انا واحدا من هؤلاء المتلهفين للمشاهدة ونحن في غمرة ونشوة المشاهدة علت اصوات من صوب جامع الحكيم ( الله أكبر…بركان الثورة اتفجر) خلالها عمت الفوضى والاربكاك في عموم المكان الممتد من المقهى إلى الجامع وفي هذه الأجواء هرعت الشرطة ، لاعتقال كل من يصادفهم وخصوصا من كان في الجامع ، حاولنا الهرب من المكان وقد صادفنا المرحوم “وحيد كاظم فيروز ” يسرع بالركض وخلفه يركض رفيق بعثي للامساك به لكن المرحوم وحيد القى بنفسه بالنهر من أعلى الناظم الذي يشطر السوق إلى شطرين وبهذه الطريقة تخلص وحيد كاظم من قبضة الرفيق البعثي ، هذه الصورة وهذا المشهد ظل ماثلا في ذاكرتي ، حتى مرحلة المتوسطة فعرفت ان من حرك هذه الانتفاضة رجل ثائر اسمه محمد باقر الصدر (قدس) فبقيت اتحرى عن هذا الاسم العملاق ، حتى عثرت على صديق له صلة بمعارضي النظام في منطقة الاهوار فجلب لي كتباً تحمل عناوين مؤلفات الشهيد الصدر كان منها( سنين المحنة وأيام الحصار للشيخ النعماني ، اقتصادنا ، فلسفتنا ، حتى كتاب الاربعون حديثا للسيد الخميني ” قدس” كان من مجموعة هذه الكتب) حينها عرفت من هو الصدر ، وماذا يحمل هذا الرجل من مشروع وعرفت ان المدن التي وقفت معه هي الكاظمية ، النعمانية ، الفهود ، كما اكتشفت المصيبة ان مدينته النجف كانت تقف ضده وتثقف على قتله ، لكنني تركت النجف وعزفت عن موقفها وعشقت العملاق الصدر وامنت بالامنة زينب العصر شقيقته ، اردت ان اكون ثائرا صدريا الا ان ابن عمي الشهيد “عبد الباري نعمة اسماعيل” رحمه الله سبقني بهذا الحب إلى حبل المشنقة واربك وضع العائلة التي وضعت تحت المجهر وبمرصاد جلاوزة الأمن لذلك خشيت على دمار اسرتي ، لكنني بقيت اقرأ واثقف سرا ً حتى كتبت مقاطع شعرية عن ذلك العشق لكن اخوتي احرقوا كل دفاتري ، اعتقد الوحيد الذي يحفظ ماكتبته هو الاخ والصديق الشاعر ” سيد لقاء مولى الجابري ” ومنذ ذاك التاريخ ظل الصدر رفيقا روحيا وفكريا وعقائديا لي حتى اني اتذكر في انتفاضة 91 قمت مع مجموعة من الاخوة بالتظاهرة امام القسم الداخلي بالفهود وانا اهتف ” هله هله الصدر وينه …ضيعوا كَبرنا علينا ” هكذا عرفت الصدر ، وهكذا جعلني ادرك ان الشعب اقوى من الطغاة ، لكن السؤال العسير :
هل حافضنا على مبادىء الصدر
وهل نحن الشعب الذي اراده ُ الشهيد الصدر؟
اترك تعليقاً