المرجع الخالصي: على الحكومة ان تقيم الامن والعدل في البلاد، لا ان تسعى لإرضاء السفارة الامريكية.
المرجع الخالصي: على الحكومة ان تقيم الامن والعدل في البلاد، لا ان تسعى لإرضاء السفارة الامريكية.
متابعة/كرار حداد
ونصح المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، الجمعة، الحكومة الحالية بأن تعتبر من الحكّام الذين اعتمدوا على امريكا، وعليها ان لا تسعى لإرضاء السفارة الامريكية كسابقاتها من الحكومات، وان تهتم بأمر الأمة ومعاناة الشعب، وتقديم كافة الخدمات اللازمة، و ان اقامة الامن والعدل اساس شرعية أي حكومة كانت. فيما بيّن سماحته ان مقتل الصحفي السعودي درس لكل الحكام في المنطقة، وهي بداية النهاية لآل سعود وآل ترامب ، وان ما جرى على الصحفي السعودي هي رسالة تحذير لكل الاعلاميين والحكام وعلماء السوء الذين يداهنون سلاطين الجور، فيما أوضح ان واجب عالم الدين بيان احكام الله واثر الاحداث في المنطقة ودعوة الحكام إلى صرف الاموال لخدمة المسلمين لا في قتلهم.
وقال المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 23صفر 1440هـ الموافق لـ 2 تشرين الثاني 2018م: اننا نريد من الحكومة التي جاءت إلى الحكم، بالرغم من موقفنا الواضح من العملية السياسية والانتخابات المزيفة، ان تستمع إلى هذه النصائح:
أ- ان لا تعتمد على امريكا، وان تأخذ العبرة ممن كان خادماً لأمريكا، وقدّم كل شيء من أجل ان يبقى على كرسي الحكم، كصدام، والشاه، ومبارك، وغيرهم، وكيف كانت نهايتهم.
ب- ان لا تغتر بالقوة الظاهرة المستندة إلى امريكا وان تتوكل على الله وحده، فإن القوة لله جميعاً.
ج- ان لا تسير على سيرة الحكومات التي سبقتها في السعي لإرضاء السفارة الامريكية القابعة في المنطقة الخضراء.
د- الاهتمام بأمر الأمة ومعاناة الشعب، وتقديم كل الخدمات اللازمة لرفع هذه المعاناة، والوصول بالعراق إلى بر الأمان.
هـ- لكي تستمد الحكومة بشرعيتها، لا بد لها من ان تلتزم بأمرين حتى وإن جاءت بالباطل، وهما اقامة الامن والعدل في البلاد.
و- ان تحقيق الأمن ليس بالتقليل من المفخخات، بل بتحقيق الأمن على كافة المستويات، من الامن الغذائي، وتحسين المعيشة وحتى تحقيق الاطمئنان الشخصي للمواطن، واما اقامة العدل ان يعرف المواطن ان حقه لن يضيع بالقضاء الفاسد والحكّام المرتشين.
ز- إذا قامت الحكومة بضمان هذين الأمرين، فنحن نضمن لها تحقيق كل شيء من بنى تحتية واستمرار في السلطة وتأييد الناس لها.
لـ- ان اموال العراق كافية لبناء الدولة من جديد، وتوفير ما يحتاجه المواطن دون السفر الى خارج البلاد للبحث عن العلاج او الدواء.
وفيما يخص حادثة مقتل الصحفي السعودي قال سماحته (دام ظله): ان ما جرى من احداثٍ في هذه الأيام بعد مقتل الصحفي السعودي درسٌ لكل الحكّام في منطقتنا، فطالما مدح آل سعود امريكا وحكامها، ولكن انقلب السحر على الساحر بعد هذه الجريمة المروعة، فأصبحت امريكا محرجة، وحاكمها المجنون لا يستطيع ان يتغاضى عن الفعلة امام العالم.
وأضاف سماحته (دام ظله) ان جريمة قتل الصحفي السعودي وتقطيعه بهذا الشكل الوحشي، وإذابته بالأسيد جريمة ليست جديدة، فقد فعلها حكّام العراق ومصر والبحرين، وغيرهم من الحكّام الظلمة، وهي بداية النهاية لآل سعود وآل ترامب ان شاء الله.
وبيّن سماحته (دام ظله) ان حادثة قتل الصحفي السعودي رسالة تحذير إلى كل الاعلاميين الذين يداهنون سلاطين الجور، وإلى كل الحكّام الذين يؤمنون بقوة أمريكا ونصرتها وعلماء السوء الذين يزينون للحكّام سوء اعمالهم، بـ(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)، وانه (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ).
وأوضح سماحته (دام ظله) طالما نصحنا أيام المعارضة للنظام السابق حكّام الخليج من مخاطر الارتماء في احضان امريكا، ولكن لم يستمع إلينا أحد، فجاء صدام باحتلاله للكويت بعد موافقة امريكا على ذلك، ليثبت لهم صحة ما حذرناهم منه.
وبيّن ان على العلماء واجب بيان أحكام الله تعالى، وأثر الاحداث في المنطقة، ودعوة الحكّام إلى صرف أموال المسلمين فيما يهم المسلمين ويحسّن معيشتهم، لا ان تنفق في قتل المسلمين وتدمير بلدانهم، مشدداً على ان عزة الانسان بالعمل الصالح والايمان الصحيح، والتوكل على الله تعالى، والاعتصام بحبله، ورفض الباطل والوقوف بوجه الطاغوت.