رقصة وقانا الله شرّها …
بقلم أياد السماوي
لا زالت أصداء رقصة السيف التي استقبل بها قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس في زيارته الحالية إلى العراق تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام وسائل الإعلام ورجال السياسة في العراق والعالم .. ليس لأن هذه الرقصة ليست من الموروث والفلكلور الشعبي العراقي فحسب , بل لأن هذه الرقصة قد شّكلت خطرا كبيرا على حياة قداسة البابا .. ولا زالت الأوساط الإعلامية في حيرة ودهشة مما حدث , فماذا لو أنّ أحد الراقصين الحاملين لهذه السيوف من حملة الفكر الديني المتطرّف ومرّت من أمامه هذه الفرصة للقيام بعمل يظن أنّه سيلاقي به رسول الله محمد ( ص ) ليتغدّى معه ويفوز بالحور العين كما فعل عشرات الآلاف من هؤلاء المتطرفين الذين فجرّوا أنفسهم وسط المدنيين الأبرياء وقتلوا منهم مئات الآلاف ؟ فهل فكرّت اللجنة المنّظمة لاستقبال قداسة البابا بهذا الاحتمال حتى لو كان بنسبة واحد من مليون ؟ وهل فكرّت هذه اللجنة أيضا ماذا ستكون مشاعر قداسة البابا وهو يسير وسط هؤلاء الحاملين لهذه السيوف حيث يمكن لأي واحد منهم وبلمحة بصر أن يفصل رأسه عن جسده ؟ وما هي الرسالة الإنسانية ورسالة السلام التي أرادت من خلالها اللجنة المنّظمة إيصالها للإنسانية والعالم من خلال هذه الرقصة ؟ وهل يعلم الكاظمي أنّ العالم بأسره قد حبس أنفاسه في تلك اللحظات التي مرّت ؟ فهل كان الكاظمي يعتقد أنّ قداسة البابا سيتفاعل مع هذه الرقصة ويحمل السيف أيضا ويرقص معه كما رقص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الملك سلمان بن عبد العزيز عند زيارته للملكة العربية السعودية ؟ والأنكى من ذلك ما علاقة العراقيين بهذه الرقصة التي لا تمّت بصلة بموروثهم الشعبي ؟ وهل سبق أن رقص بها رئيس وزراء عراقي سواء كان ذلك في العهد الملكي أو العهد الجمهوري ؟ وأخيرا ما الغاية من استحضار رقصة توارثها ملوك السعودية أب عن جد في حفل استقبال ضيف العراق قداسة بابا الفاتيكان ؟ …
دولة رئيس الوزراء .. خطابي هذا اليوم ليس موّجها لمقامك العالي بقدر ما هو موّجها لمن جاء بك رئيسا للوزراء ليهين هذا المنصب الذي هو أرفع منصب تنفيذي في نظام ما بعد الديكتاتورية .. فيوما بعد آخر تزداد قناعاتي أنّ الذين جاؤوا بك وأجلسوك على هذا الكرسي الذي لا تستّحق أن تجلس عليه , هم أناس تافهون لا يستّحقون حتى أن نبصق في وجوههم .. فوالله وبالله وتالله يا دولة الرئيس إنّ ما اقدموا عليه بتأمريك على رقابنا سيبقى عارا يلاحقهم حتى وهم في قبورهم .. وما يغيضنا نحن العراقيين المغلوبين على أمرنا هو أن نرى هذه المهازل من غير أن تكون لنا قدرة على الوقوف بوجهها وبوجه القائمين بها في ظل صمت قاتل من قبل أصحاب الأمر والنهي الذين باتوا يهجعون على مثل هذه المهازل .. هل تعلم يا دولة رئيس الوزراء أنّ الله سبحانه وتعالى قد وقانا شرّ هذه الرقصة التي استحضرها فريقك من الموروث السعودي ؟ وهل تعلم أنّ صدمة هذه الرقصة قد غطّت على الأهمية التاريخية لهذه الزيارة ولقاء قداسة البابا بالمرجعية الشيعية لأول مرّة في التاريخ ؟ وهل سيقوم مجلس النواب العراقي بالاستفسار من جنابك العالي عن هذه الكارثة التي وقانا الله شرّها ومن هو الذي أشار بها عليك ؟ .. ختاما دولة الرئيس هل أنت في كامل قواك العقلية ؟ ..
أياد السماوي
في 07 / 03 / 2021