“الطائفية سلاح الفاشلين والعراق أكبر منها”
سمير السعد
في تصريح مستفز، أطلق أحد القادة السياسيين المدان سابقًا بقضايا الإرهاب ادعاءً بأن “الإسلام الشيعي أشد خطرًا من الإسلام السني”، وهو تصريح لا يمكن قراءته إلا في سياق محاولة بث الفتنة واستغلال المشاعر الطائفية لخدمة أجندات سياسية ضيقة.
لكن الحقيقة التي يعرفها كل عراقي واعٍ أن مثل هذه التصريحات البائسة أصبحت مكشوفة للجميع، ولا يمكن لها أن تخدع شعبًا تجاوز في وعيه هذه المحاولات الرخيصة لتأجيج الخلافات بين مكونات الشعب الواحد.
منذ حادثة كربلاء وقضية الإمام الحسين (عليه السلام) والسيدة زينب، والإرهاب بأشكاله المختلفة يحاول النيل من وحدة المسلمين، لكن من كان يقف وراء التفجيرات في العراق خلال السنوات الأخيرة؟
من كان يرتدي الأحزمة الناسفة ويستهدف المدنيين دون تمييز بين طفل أو شيخ، بين رجل أو امرأة، بين شيعي أو سني؟
من نفذ جريمة سبايكر المروعة التي أودت بحياة 1700 شاب أعزل بدم بارد؟
من قطع الرؤوس وزرع الخوف في القرى والمدن؟
إذا كنت شجاعًا، فأجب عن هذه الأسئلة. كفاكم التلاعب بمصطلحات باتت مرفوضة من كل عراقي.
شعبنا العراقي، بسنته وشيعته وأكراده ومسيحييه وكل مكوناته، يرفض هذا الخطاب الطائفي المدمر. العراقيون يدركون أن الطائفية هي أداة من أدوات من تلطخت أيديهم بالدماء وسعوا لتدمير الوطن من أجل السلطة والمصالح الضيقة.
من حرر مناطقنا السنية من داعش؟
من وقف في ساحات القتال ودافع عن أرض العراق ضد الإرهاب؟
إنهم الشيعة جنبًا إلى جنب مع إخوانهم من السنة وكل أبناء الوطن الذين حملوا السلاح دفاعًا عن أرضهم وعرضهم.
هذا الوطن لن يُقسم ولن تسقط وحدته بسبب خطابكم الطائفي الذي تخدمون به أجندات خارجية مدفوعة الثمن. السني قبل الشيعي يرفضكم، والكل يدرك أن حقوق الجميع تُسترد وفق الدستور والقانون، وليس عبر التلاعب بالانتماءات الطائفية.
دعونا نعيش بسلام. دعونا نبني وطنًا يعمه الأمان والتكاتف. كفاكم خديعة للشعب، فالكل يعرف حقيقتكم وأهدافكم. العراق أكبر من طائفيتكم، وأبناء العراق سيظلون متوحدين في مواجهة كل من يريد النيل من هذا الوطن.