كيف تفوق التعليم الأهلي على الحكومي
كيف تفوق التعليم الأهلي على الحكومي ….
للكاتب #محمد_شفيق
بعد عام 2003, دخل العراق كابوس الإنحطاط الأخلاقي, والإنفتاح التكنلوجي, والإنفلات الأُسري, وبـ”رأي الكاتب الشخصي” فإن هذه العوامل الثلاثة كانت السبب الرئيس وراء تدني مستوى التعليم في العراق, ولكن كيف ذلك؟ دعونا نتعرف الآن؟!.
أولاً: الإنحطاط الأخلاقي, وكان له فضلٌ كبير في ضياع الكثير من الطلبة, ممن لم يتلقوا التعليم في الروضات الحكومية والأهلية, إذ ان إهمال والديه له وتركه في فترة الطفولة والصبا, جعلته يُسقل بمؤثرات الشوارع والمتسربين, وتعلم الحيل والمكر والخدع, وتعلم ألعاب المقاهي والمتاجرين والمقامرين والمدخنين… إلخ, عكس الاطفال الذين عاشوا فترة النشأة بأماكن تعليمية متطورة .
ثانياً: الإنفتاح التكنلوجي, ان دخول الاجهزة الذكية بكثرة مثل الهواتف النقالة المزودة بكاميرتين, وتعدد مصادر الحصول على الانترنيت في آي مكان ساهم وبشكلٍ واضح في السيطرة على العقول العراقية المتعطشة للتكنلوجيا , وحب الاطلاع والانفتاح على العالم الخارجي, وخلال الاعوام الـ10 الاخيرة الماضية, شهد العراق سلسلة فضائح مدوية غير أخلاقية بسبب الاستخدام السيء للتكنلوجيا, وهو ما أدى الى مقتل شبابٍ وشاباتٍ بسبب فضائح جنسية, وعاطفية, وكالعادة سبب ذلك هو عدم توعية الجيل بمخاطر هذه الاجهزة, وغياب البيئة الاسرية المثقفة لعقول الابناء.
ثالثاً: الإنفلات الأُسري, لايختلفُّ إثنان على ان ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين, وكثرة عدد الايتام والآرامل بعد عام 2003, سبباً رئيساً في تفكك النسيج الإجتماعي لدى الأسرة العراقية الواحدة, اذ تسبب تشظي الأفراد إلى غياب الدور الرقابي على الأبناء والبنات بصورة عامة, وهو ما ادى إلى سلوك كلا الجنسين طريق العمل اين كان مكسبه, ما تسبب بإهمالٍ واضح للأطفال من عمر 1-5 سنوات, حيث إنشغال البعض بعمله جعله قليل التفكير بمستقبل الصبية, ومستواهم التعليمي, والبعض الاخر, اتكل على المدارس الابتدائية الحكومية, التي بحاجة هي الاخرى لرعاية خاصة, من ناحية الترميم والترتيب, وتوفير للمناهج الدراسية والترفيهية.
هُنا ظهرت المدارس والروضات الأهلية , كعامل منقذ لجيل قادم مجهول الهوية, ومثال على ذلك روضة الآنسة مامي الأهلية في منطقة القادسية وسط بغداد, حيث استطاعت هذه الروضة في غضون 3 سنوات من ان تبني جيلاً مُتعلماً مُطلعاً على اكثر من ثقافة ولغة متفوق مبتهج, مؤلف كادرها التعليمي من مربيات حاصلات على شهاداتٍ عُليا, متبع لمنهاج حديثة في التربية والتعليم, يراقب الطلبة في كل صغيرة وكبيرة, يوليهم العناية الخاصة , حملهم إلى طريق المستقبل, علم الاطفال على لُعبٍ بعيدة عن العنف , حافظت على عقله من السرقة تجاه الشذوذ الفكري, حيث ان اللعب بالسلاح البلاستيكي, والمفرقعات, ودموية الصراعات والمشاجرات الجانبية بين الطلبة, أصبحت اسلوب حياة للصغار وخاصة في المناطق الشعبية,
اما في الروضات والمدارس الحكومية فلا يوجد اهتمام بتحصيل الطالب فيقع الحمل على الأهل من اهتمام تام و كامل بالطفل قد يتواجد لدى ذوي الطفل و قد لا يتواجد لأي ظروف كان بالإضافة إلى عدم وجود تواصل بين ذوي الأطفال والسواد الأعظم من المدارس وهوما يؤدي إلى تقديم نماذج سيئة من الأطفال لمجتمعنا إلا من رحم ربي, لآن الروضات والمدارس الخاصة تعتمد على كفائه المعلم “المربي” في توصيل المعلومة للطفل, والعكس في الحكومية.
لذى فإن على الحكومة الإتحادية المساواة بين القطاعين العام والخاص, وتخصيص مرتبات وامتيازات وتقاعد لهم, تقديراً وعرفاناً لما بذلوه في تربية وتعليم جيلٍ قد يكون نقطة تحول في عراق ما بعد النصر