شجون عراقية:( لماذا لا يحترمنا ترامب والغرب !؟)

بقلم د.كريم صويح عيادة
الاستعلاء على الأخرين ظاهرة ثقافية قديمة حديثة، وهي أنواع:
الأستعلاء الابيض بأعتبار العرق أو الجنس الأبيض متميز على الأخرين، حتى حاول البعض التبرير له علميا لكي يستعمروا دول الاخرى، باعتبار البشر من ذوي الاصول البيضاء لهم مواصفات عقلية وجسدية وثقافية تميزهم عن الأخرين وهم اولى بادارة شؤون البلدان في اسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، كما قال أحد مفكريهم أرثر دو غوبينو ؛(العرق الابيض يمتلك الذكاء والجمال والقوة وكل أنجازات الاخرين بالاعتماد عليه) او قول شرشل رئيس وزراء بريطانيا، عندما سأل عن حق الفلسطنيين بالارض!؟؛( لا أوافق ان الكلب له حق بالمعلف حتى لو ظل هناك لزمن طويل…)، وكان أخرها تصريحات ترامب حول غزة وخطاباته تجاه العرب وكيف تعامل مع الصحفية الافريقية والافغاني بعدم أحترام وكياسة، علما ان هذه النظرية “الاستعلاء الأبيض” قد فندتها البحوث والدراسات العلمية المستقلة الرصينة في أوربا وأمريكا ومنها اليونسكو منذ عام 1950.
الاستعلاء الاسرائيلي الصهيوني، وخير دليل عليه ما نلاحظه من قتل للفلسطنيين بدم بارد وأحتقار للعرب بوضوح(معظم مرتكبي المجازر من الجنود الصهاينة لم تظهر عليهم علامات التاثر والشعور بالذنب مقارنة بأقرانهم الفرنسيين في الجزائر والايطاليين في ليبيا واليابانين في الصين وكوريا)، وأفضل من كتب حول الموضوع الدكتور حسن ظاظا في كتابيه؛ الشخصية الاسرائيلة والفكر الديني الاسرائيلي.
أضافة لظاهرة الأستعلاء الأبيض والصهيوني الموجة ضدنا، فننا نعاني من مشاكل أجتماعية وثقافية وتعليمية تجعل الاخرين لا يعيرون لنا الأهتمام ومنها:
تقبل مجتمعاتنا للطغاة والفاسدين لأدارة شؤونهم، التعايش وقبول سؤ الخدمات المختلفة التعليمية والبلدية والصحية، كون مجتمعاتنا أستهلاكية بلا أنتاج سلعي او فكري منذ زمن طويل بل اصبحنا عالة على الاخرين لا يهمنا الا أشباع غرائزنا، الازدواج الواضح في شخصية الفرد فالكثير منا يندد بالغرب بالنهار لكنه ليلا يتمنى ويحلم ان يعيش ويتطبب ويتعلم هناك، نحن انفسنا نعاني من ظاهرة الاستعلاء على الاخرين، عن طريق تفسير بعض الايات الكريمة(انتم خير أمة اخرجت للناس..، المغضوب عليهم ولا الضالين….)والاحاديث النبوية الاحادية(الفئة الناجية)، اضافة لاستعلاء بعضنا على الاخر دينيا ومذهبيا ومناطقيا وقوميا وعشائريا ووظيفيا.
اللهم احفظ العراق وشعبه وكل بني الإنسانية.
اترك تعليقاً