هل يستثمر العبادي توجه الخنجر الاخير ؟!

د. انتظار الشمري
تناقلت عدد من الوكالات الاخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي ومنها الفيس بوك تقريرا اسمته بالسري يتضمن اتفاق ابرم مابين اطراف حكومية ومابين خميس الخنجر ، الشخصية السنية التي كانت حتى وقت قريب تلعب خلف الستار وتحرك الكثير في المشهد السياسي العراقي وخاصة الشارع السني…وكما يبدو لنا من هذا التقرير المهم ان الخنجر نزل الى الساحة السياسية بشخصه وازاح جانباً غالبية السياسيين من الذين خرجوا من معطفه بعد ان صنع العدبد من الوجوه السياسية الفاسدة التي تمثل نتاج القائمة العراقية التي رعاها و تبناها الخنجر في انتخابات ٢٠١٠ واصبحت تلك القائمة الفائزة بالمركز الاول هي المتصدية للمكون السني وشريحة كبيرة من الشعب بعد ان ازاحت ولاول مرة التحالف الوطني عن المركز الاول …جاء هذا التحول في هذا الدور بعد ان اصبح الخنجر على يقين ان من اكبر خطاياه السياسية رعايته وتبنيه لهؤلاء الفاسدين وغدقه عليهم اموالا طائلة لكنهم لم يمثلوا ابناء مناطقهم و جلدتهم بل راحوا يلهثون وراء المناصب و جمع المال وتناسوا ويلات ومصائب ابناء مناطقهم فحصلوا على وزارات و هيئات ومناصب هنا وهناك وعقود ومشاريع واستولو في مابعد حتى على اموال النازحين واضعين اياديهم بيد المالكي وتحولوا الى تابعين له حتى اسمتهم وسائل الاعلام “ سنة المالكي “ فانهارت البلاد وهجرت وتشردت العباد حتى سقطت عدد من المدن السنية بيد تنظيم داعش نتيجة السياسات الهوجاء التي اتبعها المالكي و سنته من سياسيي المكون السني من الذين انشطروا من القائمة العراقية التي كان يرعاها ويمولها الخنجر….هذه القائمة التي كانت تمثل المكون السني على الرغم من ان زعامتها كانت لاياد علاوي وحملت في بادئ الامر مشروعاً وطنياً الا ان المشروع سرعان ما تلاشى وانتهى بعد ان استطاع المالكي من شراد ذمم غالبية تلك رموز تلك القائمة ولم يبقى فيها من لم يضع يده بيد المالكي سوى الخنجر وعلاوي..!
وعودة الى التقرير الذي اشرت اليه في بداية حديثي اقول .. ان هناك تحولاً جديدا في قيادة المشهد السني و تمثيل هذا المكون بعد ان تجلى للجميع مؤخرا هو تصدي الخنجر شخصياً لمهمة تمثيل المكون والشارع السني وابعاد تلك الوجوه الفاسدة التي لم تجلب لابناء مناطقها سوى العار والخذلان ورمي اللوم على الخنجر باعتباره راعي هؤلاء …وهي مهمة كان يديرها الخنجر خلف الكواليس لكنه اليوم يعلن نفسه كمتصدي لتمثيل اهله وابناء مناطقه .
خميس الخنجر معروف انه على خلاف كبير ودائم مع الحكومة ولكن الاتفاق المبرم الذي اشار اليه التقرير المذكور انفاً يوضح ان الرجل له كلمة وتاثير قي الشارع السني والا لماذا اختير من دون باقي السياسيين السنة من قبل الحكومة كما ان الاتفاق افضى عن حرص الخنجر على ابناء مناطقه والقوات الحكومية لذلك ابرم الاتفاق الذي حقن دمائهم وسهل من عملية اخراج العوائل من داخل الفلوجة وفي نفس الوقت تسهيل مهمة دخول القوات العراقية الى المدينة بعد ضعضعة داعش عندما انسحب غالبية شباب الفلوجة من المدنيين الذي اجبرتهم الظروف على العمل مع داعش كذلك حفظ الاتفاق دماء القوات العراقية . ويبدو ان هناك استراتيجية جديدة ونهج وتوجه جديدين يسير عليهما الخنجر وهذا ماشاهدناه ولمسناه وحقيقة دهشت اليه وانا اشاهده واسمع خطابه للخنجر في اللقاء الاخير الذي بث له على فضائية الشرقية نيوز فقد كان الرجل ذكي في ايصال رسالة مهمة الى التحالف الوطني بصورة عامة و الشارع الشيعي بصورة خاصة ، اذ اوضح في اللقاء الذي اجري معه ….ان لا خلاف له مع الحكومة و لكن خلافه مع اشخاص معينين اساءوا للعراق واوصلوه الى هذا المنزلق الخطير وحصر الخلاف مع شخص المالكي بل ذهب الى ابعد من ذلك واضح مابين طيات كلامه علاقاته المتينة والمتواصلة مع قيادات ورموز التحالف الوطني وانه اي الخنجر مع بناء دولة المؤسسات على اسس مهنية ووطنية مبنية على الكفاءة والمؤهل بعيدة عن التحزب و المذهبية و الطائفية . المتابع لخطاب الخنجر الاخير يدرك تماماً ان الرجل حريص على بناء عراق جديد ما بعد تحرير مدن العراق من داعش.. عراقاً موحداً لذلك ارى و يرى معي كل حريص على عراق واحد موحد ان يستثمر الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء توجه الخنجر الاخير لقطع الطريق على القوى السنية الاخرى وعلى راسها اتحاد القوى وبعض الاحزاب والكتل السنية التي فشلت في تمثيل الشارع السني وتعتاش على مصائب وويلات ابناء جلدتهم بل راح البعض منهم يتاجر بالقضية …هذه القوى التي راحت تتفق لتمزيق وحدة صف الشعب العراقي و ترغب بتقسيم البلاد الى دويلات ما بعد خروج داعش و ان تستثمر الحكومة هذا التوجه للخنجر خاصة و ان عدد من السيناريوهات بدأت تطرح هنا وهناك من دول كبرى بمساعدة دول اقليمية للعراق خطيرة تهدد وحدة العراق …في الوقت نفسه اكد الخنجر خلال تصريحاته الاخيرة انه لا يتفق مع نوايا تلك الدول الاقليمية بل يرفضها رفضا قاطعا و هذا ما جاء على لسانه اذ قال ما نصه “ انا مؤمن بعراق واحد موحد لا يتجزأ واقف بالضد من كل السيناريوهات المطروحة الداعية الى تفكيك البلاد وتقسيمه “ . هنا اود ان اقول ان استثمر السيد العبادي هذا التوجه الاخير للخنجر فانه سيعبر بسفينة العراق الى بر الامان ويقطع الطريق على المتاجرين بالعراق وشعبه.. فهل يفعلها العبادي و ينقذ العراق و العراقيين .. نحن بالانتظار .
اترك تعليقاً