قرارات مهلكة .. في أخطاء المعلقين !!
حسين الذكر
يعد كتاب ( القرارات المهلكة ) من اجمل الكتب التي قراتها وعلمتني الكثير سيما وهو يتحدث عن اراء وقصص بعض ضباط الأركان الألمان الذين خاضوا او اطلعوا على تفاصيل الحرب العالمية الثانية وإدارة معاركها ورؤية الخبراء في القرارات التي أدت الى انتصارات وهزائم .. بالمحصلة النهائية أدت الى هزيمة المانيا ومعها دول المحور في الحرب . عبرة الكتاب تتمثل في تراكم بعض الأخطاء الاستراتيجية وان حققت انتصارات وهمية او آنية معينة .. لكنها في الفكر والنتيجة الاستراتيجية تعد بمثابة هزائم ومن ثم بمجموعها تمثل وتؤدي الى خسارة الحرب .
بعض المعلقين الرياضيين يقعون بخطاء منوعة يورطون انفسهم قبل الاخرين بها وباتالي تأخذ من نصيبهم وتاثر على مسيرتهم وتاكل من جرفهم .. من قبيل خطأ وقع به احد المعلقين على مباريات بطولة العرب التي اقيمت مؤخرا في الدوحة حينما كان منهمكا منسجما بتصعيد رتم احدى المباريات وقد استخدم عبارة ( مسح بهم الأرض ) التي أدت الى جملة اعتراضات من جماهير ومسؤولي الفريق المستهدف وما تمثله من عبارة تخدش الحياء … وتسيء لليس للفريق فحسب بل ربما تعبر حتى للجماهير والاعبين وادارتهم .. وربما الدولة ذاتها . مما ادخل نفسه في ورطة حاول خلال بقية أيام البطولة ان يتنصل او يبرر دون ان يغفر له الذنب ..
كذلك ارتكب احد معلقي دوري الابطال الأوربي خطأ في مباراة اليوفي وفيريال حينما سجل اليوفي هدف ببداية المباراة التي سيطر عليها اول عشرة دقائق مما دفع المعلق بحماسه واندفاعه غير المحسوب القول ( فيريال لا يستطيع .. لا يقدر .. لا يهجم لا .. لا . لا .. ) اخذ يعدد اللاءات ويعيد ويسقل حتى اوحى للمتلقي ان المباراة انتهت لصالح اليوفي من اول ربع ساعة .. وقد ادرك خطئه وما أوقع نفسه فيه حينما بدا فيريال يستعيد المبادرة وسجل التعادل .. في واحدة من أخطاء المعلقين التي يجب ان ينتبهوا لها فليس كل ما يقوله يقع ضمن نطاق المزاج او الحماس ..فللمنطق والواقع الكروي شيء اخر يستحق التان والصبر فضلا عن عدالة وحيادية التعليق ومحبي الفريقين تفرض امر لا نجاح دون توازنه حد التلبس فيه .
التعليق الرياضي مسؤولية كبرى لانه يتعامل مع احداث ومتغيرات انية حماسية مثيرة يتابعها الراي العام مما يتطلب منه ان يكن على دراية تامة بما يقول وتاثيراته على الجماهير والفريقين وكذلك مدى مقبولية ذلك ومطابقته للمنطق والمهنية وكيفية تهيئة مستلزمات صناعة جمالات واضافات .. مهمة تزين وتزود المشاهد بحماسة واثارة وحركة خصوصا بحالة ضعف العطاء الفني وانخفاض رتم المباراة وهذه مهمة ليست سهلة للمعلقين ويجب الحرص على التزود بكافة المعارف لغرض أداء المهمة وقضاء الواجب باحسن الوجوه واكثرها مقبولية وحيادية واتزان .