كاساس وهيبة الكرة العراقية
بقلم – عدي المختار
مرت مسيرة كرة القدم في العراق بسنوات طويلة من التخبط والضياع والتشتت وعدم الاستقرار والقليل القليل من الانتصارات التي لم تسعف المشهد الكروي للنهوض او مواصلة الانتصارات تلك ، فغابت فيها ملامح المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم لا بل كان المنتخب ( للاسف ) مختبراً للتجارب التدريبية العقيمة في انتاج هوية خاصة بمنتخب وطني يمثل العراق.
حتى جاء عام ٢٠٢٢ ليتم التعاقد مع المدرب الإسباني خيسوس كاساس لتدريب المنتخب الوطني وسط ضجيج اعلامي حينها انقسم فيه الاعلام مابين ناقد وقادح ألا أن الرجل ترك كل هذا الجدل العقيم خلف ظهره وعمل بصمت في بناء منتخب وطني يليق بأسود الرافدين وجرب خلال هذه الفترة كل اللاعبين العراقيين حتى توصل في نهاية المطاف الى تشكيلة الحالية التي وجد فيها قدرة عالية في تغيير مسيرة كرة القدم بفكر تدريبي مغاير وغير مسبوق معتمد في تنفيذها على مواهب كروية شابة رسمت ملامح المنتخب الجديد لبلاد الرافدين .
وللتاريخ فأن من يتابع الخطط التدريبية لكاساس واداءه كمدرب مع الاتحاد واللاعبين والاعلام فضلاً عن مسيرته مع المنتخب منذ التعاقد معه لقيادته وحتى الان يعرف تماماً أننا ازاء مدرب كروي أستثنائي لم يمر على كرة القدم العراقية بعقليته على الإطلاق ، هو مدرب ذكي في رؤيته التدريبية ولديه خبرة فنية عالية في التخطيط ، ويمتلك قدرة فائقة على بناء المنتخب بشكل علمي ومدروس ، وقاريء مبهر لخصومه كما انه يجيد التلاعب بالتوقعات وقلب الطاولة على الخصوم ، ويعرف ماذا يريد في الملعب ، ومبكراً جداً يحدد كيف ستكون المباراة ، كما ويمتلك قدرة الرد على الاخرين بعمله وبصمت الكبار.
خلاصة القول :
ان المدرب خيسوس كاساس صنع جيل كروي عراقي من غير الممكن ان يتخطاه التاريخ غداً ، وخير مثال ماأنجزه ومايحاول ان يحققه ومثال على ذلك قراره بتكرار ضربة الجزاء للاسد أيمن حسين مرة ثانية في مباراة العراق وفيتنام بعد فشله في الاولى هذا القرار لوحده يجعلك تعي أمام اي مدرب أنت ، كاساس اراد منها كسر الحاجز النفسي لدى اللاعب ايمن حسين بعد فشل الاولى مبرقاً له رسالة واضحة بأنه يثق به ولازال يراهن عليه كي يكسر الحاجز النفسي لديه ويعزز ثقته بنفسه كلاعب ليقدم افضل مالديه في المباريات المستقبلية .
برافو كاساس فأنك تعيد للكرة العراقية هيبتها سلوكاً وتخطيطاً وانجازات .